هذا الاستحقاق يحصل للمرة الأولى من تسعة أعوام ومشاركة لافتة من الفئات الشابة

انطلق قطار الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان بعد انتظار دام أعواماً، خلالها شهدت البلاد كثيراً من المتغيرات والتطورات السياسية الجذرية وكذلك الاقتصادية والأمنية التي فرضت نفسها على الرأي العالم وشعبية غالبية الأحزاب.

لهذه الانتخابات أهمية لأسباب عدة، منها أنها تأتي بعد تأجيلها أكثر من مرة، كذلك هي الاستحقاق الشعبي الأول في لبنان بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل و'حزب الله'، فيما ينظر إليها كثر على أن نتيجتها ستكون مقدمة لما قد تكون عليه نتيجة الانتخابات النيابية عام 2026، بمعنى آخر هي استفتاء للأحزاب اللبنانية التي تخوض هذه المعركة بشكل مباشر في كثير من البلدات الكبرى.

يقول الكاتب، الرئيس التنفيذي لشركة 'ستاتيستكس ليبانون'، ربيع الهبر، في مقابلة صوتية مع 'اندبندنت عربية' إن الانتخابات البلدية والاختيارية لها طابع آخر هذا العام، لأن البلاد اعتادت ما بين عام 1998 وحتى 2016 على أن تحصل كل الاستحقاقات المماثلة في موعدها، لكن منذ 2016 ولمدة تسعة أعوام تأجلت وغابت، مما أعطى لهذا الاستحقاق أهمية أخرى، ويضيف 'تترافق هذه الانتخابات مع انهيار الوضع الاقتصادي الذي أدى إلى شلل البلديات وكذلك شلل العمل البلدي، وأيضاً كانت هناك أزمة جائحة كورونا ثم انفجار مرفأ العاصمة بيروت عام 2020 ترك أثره المباشر في المناطق المحيطة به، ثم التحركات الشعبية وغيرها كثير'.

ويقول الهبر 'تحصل هذه الانتخابات اليوم بعد توقف نحو 300 مجلس بلدي عن العمل بفعل الاستقالات أو الوفاة أو شلل شبه تام بسبب عدم وجود أموال داخل الصندوق البلدي المستقل'، ويعتبر أنه من المفارقات أيضاً أن هذه النسخة من الانتخابات حُضر لها خلال شهرين ونصف الشهر، وشهدت تحالفات سياسية غريبة في بعض البلدات بين خصوم، أما في أماكن أخرى فكان المشهد العائلي هو المتصدر، بمعنى منافسة بين العائلات الكبرى.

وفي بلدات كبرى مثل زحلة وجونية وحتى بيروت فإن المنافسة فيها سياسية بامتياز، في تغير واضح عما شهدته انتخابات عام 2016.

ويتوقف الهبر عند المشاركة الواسعة ترشحاً من قبل الفئات الشابة وبأكثر من منطقة، مما يؤكد أن العمل البلدي هو عمل توعوي.

ويختم بالقول إن 'كل البلاد اليوم تنتظر هذه الانتخابات والمواطنين متحمسون، فيما المناطق الشيعية تميزت بالتزكية، وكذلك حصل في مناطق درزية حيث ساد التوافق بين أكثر من جهة... الرابع من مايو (أيار) هو يوم عرس ديمقراطي في لبنان، لأن الديمقراطية تبدأ من البلدات ومن الأهالي'.

Listen to 'لبنان يخوض امتحان الانتخابات البلدية' on Spreaker.