دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا فواز الأحمد لرفع جميع أشكال العقوبات المفروضة على الدولة السورية، والتي تطول بشكل مباشر حياة المواطنين ولقمة عيشهم وكرامتهم، وتعرقل جهود الحكومة السورية الشرعية في إعادة الإعمار، وتحقيق التعافي الاقتصادي وتنتظر مؤازرة الجميع.

وشاركت سوريا في أعمال مؤتمر العمل العربي بالقاهرة، وألقى الأحمد كلمة أكد من خلالها أن المشاركة اليوم تأتي في وقت مفصلي تخرج فيه سوريا تدريجياً من نفق الحرب الطويلة التي ألقت بظلالها على جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمالية، وتسببت في معاناة شديدة للطبقة العاملة.

وأشار للدور الكارثي للنظام البائد في تمزيق النسيج الوطني، وتدمير البنية الاقتصادية، وتحويل النقابات والمنظمات الشعبية إلى أدوات شكلية لا تمتلك الاستقلالية ولا تعبر عن مصالح العمال، بدلاً من أن تكون صوتاً حقيقياً للعمال، ما أفقد الحركة النقابية فيها دورها الفاعل وأضعف قدرتها على تمثيل العمال والدفاع عن حقوقهم.

ونوه الأحمد بالخطى الواثقة للحكومة السورية في إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية، مؤكداً أن أولى أولوياتنا هي التأكيد على استقلالية الحركة النقابية وضمان حرية التنظيم، بما يسمح بعودة الروح للعمل النقابي الحقيقي، ويؤسس لعلاقة شراكة فاعلة بين النقابات والحكومة وأصحاب العمل، معرباً عن التعويل على دعم منظمتي العمل العربية والدولية لمسارات إعادة بناء النقابات السورية، من خلال تحديث القوانين، وتدريب الكوادر، ومراقبة الأداء، بما يضمن حركة نقابية ديمقراطية ومستقلة تمثل العمال بصدق وواقعية وتمكن دور المرأة العاملة السورية في جميع مستويات العمل النقابية وتفعيل دورها الريادي في عمل المنظمة.

كما دعا لتخصيص برامج تنموية في سوريا، تواكب التحديات القائمة وتخاطب الاحتياجات الواقعية للطبقة العاملة، وتبني أنموذج العناقيد الاقتصادية، لكونها أداة فاعلة لدفع عجلة الاقتصاد المحلي، من خلال: ربط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالقطاعات الإنتاجية الكبرى، وتعزيز التكامل الصناعي، وخلق فرص عمل جديدة تسهم في الحد من البطالة وتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة تشمل جميع المناطق السورية، ولفت إلى أن المرحلة الجديدة تقتضي مقاربات اقتصادية واجتماعية استثنائية، قادرة على التعامل مع آثار الحرب، وإعادة دمج الفئات المتضررة، وتمكين الاقتصاد المحلي من النهوض مجدداً الأمر الذي يؤكد أهمية تبني مقاربة التعافي الاقتصادي المبكر كأحد المسارات الأساسية لإعادة الإعمار.

وتطرق الأحمد في كلمته للاعتداءات الصهيونية اليومية على الأراضي السورية واحتلالها الجولان الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة و مصالح عمالنا بشكل خاص، داعياً المجتمع الدولي أن يلزم إسرائيل باحترام القانون الدولي ووقف اعتداءاتها المتكررة على سوريا.

وختم رئيس الاتحاد العام كلمته بتوجيه الشكر العميق للقيادة العمالية في مصر وللشعب المصري وقيادته الرشيدة ومنظمة العمل العربية متمنياً النجاح للمؤتمر والخروج باتفاقيات وتوصيات وقرارات تعزز مسيرة العمل التي ستصب في مصلحة الطبقة العاملة العربية، وتعزز من حضورها ودورها في التنمية المستدامة.

محمود الصالح