رام الله - معا- ادان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، الاعتداء الخطير الذي ارتكبه المستوطنون، صباح اليوم السبت، بحق عدد من الصحفيين/ات والطواقم الإعلامية أثناء قيامهم بواجبهم المهني في بلدة 'بيتا' جنوب مدينة نابلس، حيث تعرض الصحفيون للملاحقة والاعتداء اللفظي والجسدي ومحاولات منعهم من التغطية، في انتهاك صارخ لحرية العمل الصحفي وحق الجمهور في المعرفة.

وقد أسفر هذا الاعتداء عن إصابة مصورة وكالة 'رويترز' الصحفية رنين صوافطة بكسور ورضوض نتيجة الاعتداء المباشر عليها وتم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج، بالإضافة إلى إصابات متعددة في صفوف طاقم قناة 'الجزيرة' عرف منهم مراسل القناة محمد الأطرش والمصور لؤي السعيد، كما أصيب المصور الصحفي لدى وكالة US SIPA ناصر اشتية جراء هذا الاعتداء.

وقال المركز إن هذا الاعتداء يأتي في سياق تصاعد اعتداءات المستوطنين المنهجية ضد الإعلاميين في مختلف مناطق الضفة الغربية، والتي تتم غالبا بحماية مباشرة من قوات الاحتلال بهدف إسكات الصحفيين/ات ومنع نقل حقيقة اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال بحق المواطنين، ما يشجع على استمرار هذه الجرائم في ظل غياب كامل للمحاسبة وتعمد إفلات الجناة من أي مساءلة.

وحذر مركز 'مدى' من خطورة تزايد هذه الهجمات، خاصة أنها تستهدف إسكات الصحافة ومنع نقل الحقيقة، في وقت يتطلب فيه الوضع الميداني تعزيز حضور الصحافة لا تقييدها، ويؤكد أن استهداف الصحفيين يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين أثناء النزاعات، ويجرم أي اعتداء يعرض حياتهم أو حريتهم للخطر.

يطالب مركز 'مدى' المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، بالتدخل العاجل لوقف اعتداءات المستوطنين ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين الذين باتوا هدفا مباشرا لسياسة منظمة تهدف إلى تقييد حرية الإعلام ومنع نقل الحقيقة من الميدان.

كما يجدد المركز دعوته للسلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية إلى تعزيز إجراءات الحماية للصحفيين وتوفير الدعم القانوني والمهني لهم، ومتابعة هذه الجرائم أمام الجهات الدولية المختصة.

إن استهداف الصحفيين هو استهداف للحقيقة نفسها، ولن تثني هذه الاعتداءات الجسم الصحفي الفلسطيني عن مواصلة أداء رسالته المهنية والإنسانية.