زكريا المدهون- غزة- راية:

في أحد أجنحة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، يرقد الحاج سعيد محمد لبد (67 عامًا)، جسده منهك ووجهه مصبوغ بالمرض والإرهاق، فيما تغطي علامات الاصفرار وجهه ويديه، وتكشف عن وهنه المتزايد يومًا بعد يوم، كأنه يخوض معركة صامتة مع مرض غامض لم يُعرف بعد.

الصورة التي يظهر فيها سعيد ممدّدًا على سريره، بالكاد يفتح عينيه، تعكس حجم التدهور الصحي الذي وصل إليه.

جسده الضعيف تحت البطانية وملامحه المنهكة تجعل أي مشاهد يشعر بثقل المعاناة، ويزيد غموض تشخيص حالته الألم العائلي.

رغم إجراء الفحوصات الأولية، لا يزال الأطباء عاجزين عن تحديد طبيعة المرض،هل هو انسداد في القنوات الصفراوية؟ أم فشل كبدي؟ أم ورم خطير؟ أسئلة بلا إجابات، في ظل محدودية الإمكانيات التشخيصية داخل القطاع المحاصر.

بدأت رحلة العلاج في مستشفى ناصر الطبي بخانيونس، لكن الضغط الكبير على الطواقم الطبية حال دون حصوله على الرعاية المتخصصة.

ومع تدهور حالته، نُقل إلى مستشفى الشفاء، حيث أُبلغت عائلته بعدم توفر علاج مناسب، قبل أن يُدخل إلى قسم غسيل الكلى نتيجة خطورة وضعه الصحي.

ويقف ابنه إسماعيل إلى جانبه، حاملاً خوفًا لا يستطيع إخفاءه: والدي يضعف يومًا بعد يوم، ولا أحد يعرف السبب الحقيقي،نناشد وزارة الصحة والمؤسسات الإنسانية التدخل قبل أن نفقده.

وأكد أحد الأطباء المشرفين أن حالة سعيد حرجة للغاية وتتطلب تحويلة طبية عاجلة خارج غزة لإجراء فحوصات متقدمة وعلاج متخصص، محذرًا من أن أي تأخير قد يحمل عواقب خطيرة.

قصة الحاج سعيد لبد ليست مجرد حالة فردية، بل نموذج لمعاناة مئات المرضى في غزة، الذين يقفون بين صمت الألم ونقص الموارد الطبية، بينما تبقى التحويلات الطبية خارج القطاع الأمل الأخير لإنقاذ حياتهم.