دمشق-سانا

أجرى فريق طبي سعودي برئاسة الدكتور عبد الله الربيعة عملية فصل توءم سيامي سوري اليوم في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني.

ويبلغ عمر التوءم السيامي، وهما الطفلتان السوريتان سيلين وإيلين، عاماً ونصف العام تقريباً، حيث ولدتا في شباط 2024 الماضي بمخيم عرسال في لبنان، حيث كانت تعيش الأسرة السورية المهجرة.

وتابع وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي إجراء العمل الجراحي بشكل مباشر عبر الفيديو، مثمناً جهود الفريق الطبي وما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم للقطاع الصحي السوري وعلاج الحالات الصحية الحرجة.

وخلال حديثه مع والد التوءم هنأ الدكتور العلي الأسرة بنجاح العمل الجراحي، مشيراً إلى تقدم المملكة العربية السعودية في هذا النوع من العمليات التي لا يزال إجراؤها في سوريا غير متاح.

ومنذ عام 1990 أطلقت المملكة العربية السعودية برنامجاً خاصاً لفصل التوائم السيامية، وتستقبل حالات التوائم السيامية من مختلف دول العالم، وتجري عمليات الفصل لهم في منشآتها الصحية.

وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية 'واس' أن والدة التوءم الملتصق السوري، سيلين وإيلين، حملت بتوءمٍ من ثلاثة أجنة، طفلتان ملتصقتان وطفل سليم غير ملتصق، ويبلغ وزنهما مجتمعين (14) كيلوغراماً، وبعد إجراء فحوصات موسعة ودقيقة للتوءم، تبين أنهما تلتصقان في منطقة أسفل الصدر والبطن، وتشتركان بغشاء القلب والكبد مع احتمال اشتراكهما أيضاً بالأمعاء، وقرر الفريق الطبي بناءً على ذلك إجراء عملية لتمديد الجلد بوضع بالونات طبية تحت الجلد لتكبير حجمه، ليتمكن الفريق الجراحي من تغطية الجراح بعد فصلهما.

واستغرق العمل الجراحي، وفق الدكتور الربيعة، نحو 9 ساعات، ونفذ على 6 مراحل، بمشاركة 24 طبيباً من الأطباء الاستشاريين والمختصين، إلى جانب الكوادر التمريضية والفنية في تخصصات التخدير، وجراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وغيرها من التخصصات المساندة، لافتاً إلى أن هذه العملية تُعد الرابعة لفصل توائم ملتصقة من سوريا، وأن الفريق الطبي قام خلال الـ (35) عاماً الماضية بدراسة وتقييم (150) حالة، وفَصَلَ (65) توءماً ملتصقاْ من (27) دولة حول العالم، ضمن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة.

وتُعرف حالة التوءم الملتصق 'السيامي' بأنه توءم متماثل التصق جسداهما في الرحم، ويظلان ملتصقين جسدياً غالباً في منطقة الصدر أو البطن أو الحوض، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدل حدوثها 1 من كل 100 ألف ولادة حية، وتكون الأجنة الإناث أكثر تأثراً من الذكور.

وتُعد عمليات فصل التصاق التوائم بالرأس من أكثر العمليات تعقيداً، وتقدر نسبة المواليد الموتى بنحو 60 بالمئة، بينما تعتبر عملية فصل التوءم الملتصق في مناطق أخرى أقل صعوبةً، لكنها لا تزال من العمليات الدقيقة.