اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
كشف الباحث المصري عمر سعيد، اليوم الأحد، تفاصيل مثيرة تتعلق بعلاقة عصابة العميل ياسر أبو شباب بتنظيمات أخرى، بما في ذلك حركة حماس، بالإضافة إلى تورط أفراد بارزين في عمليات تجسس وصراعات عسكرية مع القوات المسلحة الفلسطينية.
وقال الباحث سعيد، إنه تناول اسم العميل ياسر أبو شباب وعددًا من أفراد عصابته في تقرير سابق نشر بتاريخ 11 أكتوبر 2017، حيث تناول في تقريره قضية 'فلسطينيين انضموا إلى تنظيم 'داعش' في سيناء، وبينهم كان يبرز اسم 'عصام النباهين'، الذي كان جزءاً من مجموعة شاركت في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش المصري، والشرطة، والمدنيين.
وكان التقرير يشير إلى تورط النباهين، بالإضافة إلى مجموعة من العناصر مثل 'فادي الحجار، مصطفى نواف، نادر بسام، محمد شحدة الدلو، عبد الرحمن أبو مغيصب، ومحمد جمال أبو دلال'، في الانفجارات التي استهدفت سيارات قادة كتائب القسام في 2015، حيث كانت التحقيقات تشير إلى ضلوعهم في هذه العمليات.
وأضاف 'بعد تفجُّر هذه القضية، تبين أن العصابة قد فرّت جميعها إلى سيناء، حيث انضموا إلى 'ولاية سيناء' التابع لتنظيم داعش. ورغم محاولات حماس للقبض على هذه العناصر، كان التعاون بين حركة حماس والسلطات المصرية قد بدأ بالفعل في ضبط الحدود وتبادل المعلومات في هذا الوقت.
وفي عمليات عسكرية مكثفة، تمكنت القوات المسلحة المصرية من تصفية غالبية هذه المجموعة، بما في ذلك 'أبو دلال'، 'الدلو'، و'الحجار'، بينما ظل مصير 'عصام النباهين' مجهولاً لفترة طويلة حتى يونيو 2023.
وفي يونيو 2023، تلقت الشرطة في غزة معلومات عن وجود عصام النباهين في منطقة 'النصيرات'، وقد تم إرسال قوة أمنية بقيادة الشرطي خالد مصلح للقبض عليه. لكن أثناء المداهمة، تمكن النباهين من قتل أحد أفراد القوة قبل أن يفرّ، ليتم القبض عليه في وقت لاحق، ويُحكم عليه بالإعدام شنقاً. لكن مع اندلاع الحرب في غزة، تمكّن النباهين من الهروب من السجن، لتبدأ رحلة اختفائه.
وفي تطور مفاجئ، ظهر عصام النباهين بعد اختفائه في منطقة 'رفح' إلى جانب عصابة ياسر أبو شباب. وقد أكدت مصادر أمنية أن النباهين وأفراد عصابته تعاونوا بشكل غير مباشر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث كانوا يتاجرون بالمساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة.
وأوضح سعيد، أنّ هذا التعاون المشبوه بين عصابة أبو شباب وقوات الاحتلال، وحصولهم على الموافقة الشخصية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجَّر العديد من الأسئلة حول حجم تأثير هذه العناصر داخل القطاع الفلسطيني.
وتابع 'لا تقتصر الخيوط المتشابكة على هذا التعاون بين العصابة الإسرائيلية وحماس، حيث كشفت مصادر مقربة من التحقيقات في غزة أن حركة حماس كانت قد ألقت القبض في وقت سابق على أحد العملاء التابعين للموساد الإسرائيلي، الذي اعترف في تحقيقات رسمية أنه تم تكليفه بالسفر إلى سيناء والانضمام للجهاديين هناك. في حين كانت تصريحات المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، قد أشار إلى أن الحركة قد أوقفت عدداً من العملاء الإسرائيليين في مناطق مختلفة، وأكد أن ما كان يبدو وقتها كدعاية ضد حماس أصبح الآن حقيقة مؤكدة.
وأشار سعيد إلى أن هذه التطورات تسلط الضوء على شبكة معقدة من التحالفات والخيانة بين مختلف الأطراف في المنطقة. وبينما كانت حماس تحاول القضاء على هذه العناصر الإرهابية في غزة، يبدو أن هناك اتفاقات سرية وتعاونات غير متوقعة قد غيّرت مسار الأحداث. وإن هذه الأحداث تشير إلى أن الديناميكيات الأمنية في قطاع غزة والمنطقة بأسرها قد تكون أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً.
ويُذكر، أن العميل ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا 'القوى الشعبية' المدعومة من إسرائيل في قطاع غزة، أقر أيضًا بوجود علاقات مع السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنهما 'شريكان في الفحص الأمني للوافدين' إلى المنطقة الخاضعة لسيطرته شرق رفح.
وقال أبو شباب، في مقابلة أجراها معه المراسل العسكري لإذاعة 'جالاتس' الإسرائيلية دورون كادوش، نُشرت اليوم الأحد، إن 'العلاقة مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وبموجب الشرعية القانونية لها'، مضيفاً: 'نجري فحوصات أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا لضمان عدم دخول عناصر إرهابية وتعطيل مشروع تحرير غزة من حماس'.
وبحسب قوله، فإن هذا التنسيق يهدف إلى منع عناصر المقاومة من الوصول إلى هذه المناطق التي يعتبرها “مناطق محررة من حماس”.
أبو شباب أقرّ أيضاً بأن أنشطته في المناطق الشرقية من رفح تتم بإشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن علاقته بجيش الاحتلال وتنسيقه مع جهاز المخابرات الفلسطينية 'يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني'.
وفي سياق متصل، كانت كشفت القناة الإسرائيلية i24NEWS، عبر مراسلها المتخصص بالشأن العربي، باروخ يديد، عن لقاء أجرته مع أحد مسؤولي ما سمّته “عصابة ياسر أبو شباب”، قال فيه إن مهمتهم تتمثل في “تأمين المساعدات الإنسانية” الداخلة إلى قطاع غزة.
وأفادت القناة أن دولة عربية لم تُفصح عن هويتها تشرف على تدريب هذه العصابة، بينما يدير محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قنوات اتصال مباشرة مع زعيمها، ياسر أبو شباب.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي رفيع في رام الله تأكيده أن “كل شيء يتم بالتنسيق مع الرئيس عباس”.
وأضافت القناة أن أبو شباب دعا أهالي غزة للانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها في رفح، واعدًا إياهم بالحماية، رغم كونه يتحرك بشكل فعلي تحت حماية جيش الاحتلال.
وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 العبرية في وقت سابق أن جهاز “الشاباك” هو من صمّم مشروع دعم عصابات مسلحة في قطاع غزة، بهدف استخدامها كقوة بديلة لمواجهة فصائل المقاومة، وأن هذه الخطة حظيت بموافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير.
ومن جهته، كان وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان قد صرّح علناً بأن حكومة نتنياهو وافقت على تسليح جماعات مسلحة في غزة، وهو ما لم تنفه رئاسة حكومة الاحتلال، بل ردّت بأن “هناك وسائل متعددة لهزيمة حماس تم الاتفاق عليها مع الأجهزة الأمنية المختلفة”.
ووفق ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين كشفوا عن عدم وجود خطة لتكليف هذه الجماعات المسلحة بإدارة مدينة رفح “في اليوم التالي للحرب”، رغم اعترافهم بعدم امتلاكها القدرة الفعلية على القيام بذلك. وأوضحوا أن عملية التسليح جرت خلال الأشهر الماضية بسرية كاملة، بقيادة الشاباك، وبموافقة مباشرة من نتنياهو، وشملت نقل عشرات وربما مئات من قطع السلاح الخفيف مثل المسدسات وبنادق الكلاشينكوف إلى هذه الجماعات، وأغلبها صادر من القطاع نفسه.
كما أقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأن هذه العصابات تنشط في تجارة المخدرات، والدعارة، وفرض الإتاوات، ولا تمتّ بأي صلة للنضال الوطني الفلسطيني، مشيرين إلى أن جماعة أبو شباب تحديداً تلقت أسلحة صادرها جيش الاحتلال من غزة، وتحوّلت إلى أداة وظيفية في خدمة مشروع السيطرة الأمنية والسياسية الإسرائيلي داخل القطاع.
وكانت كتائب القسام قد نشرت مقطع فيديو لاستهداف مجموعة من عناصر عصابة أبو شباب خلال قيامهم بتمشيط منطقة شرق رفح من العبوات الناسفة والأنفاق تحت إشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد أدى التفجير الذي نفذته القسام إلى مقتل 4 من أفراد العصابة.