الكاتب:

سامي البريم

بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، كان عليها أن تقبل بأي اتفاق مهما كان حجم الخسائر التي تكبدتها، ليس لسبب محدد، بل حفاظاً على الأمة وبقائها. أما بالنسبة لخطة ترامب المطروحة لوقف الحرب، فعلينا أن نقبل بها.

ما أعرفه هو أن الناس هنا كانوا وقوداً أكبر لهذه الإبادة، فكل من أعرفه، وكل من لا أعرفه، قد عانى كثيراً من القتل والتهجير والمجاعة، ومن الإبادة التي لا يمكن إنكارها.

علينا أن نقبل بأي اتفاق يوقف هذه المجازر، ويعيد لنا كرامتنا وحقوقنا، ويوفر لنا فرصة للبقاء من أجل الأجيال القادمة.

القبول بهذا الاتفاق قد يكون ليس حفاظاً فقط على الأرواح البريئة التي تُزهق كل يوم، بل أيضاً على الأجيال التي ستأتي، والتي لم ترَ أي فرصة للنور والحياة.

نحن هنا لا نقول إننا الأقوى، أو الأسطورة التي لا تموت، والتي قد جرى تمجيدها بوصفها أسطورة الصمود الهائل.

نحن الطرف الأكثر ضعفاً، والذي لا حيلة له في الصمود أمام هذه الإبادة. لقد كانت دماؤنا كشلال، وكصنبور مفتوح، دون توقف، ودون رحمة، ودون أي مسؤولية يتحملها هذا العالم في توفير الحماية لنا.

تحملنا ويلات السابع من أكتوبر، وحملنا هذا الذنب فوق أجسادنا دون إرادة منا. فقدنا أحبّتنا وأصدقاءنا وعائلات كثيرة، وأجيالاً كاملة. هؤلاء كان لا بد لهم أن يعيشوا حياة طبيعية مثل أي إنسان آخر، لكن ذنبهم أنهم وُجدوا على أرض فلسطين، وأنهم فلسطينيون.

خطة ترامب المطروحة للسلام قد لا تكون الأفضل، ولكنها ضرورة ملحّة لوقف هذه المقتلة التي نعيشها منذ عامين، وفرصة للحفاظ على ما تبقّى لنا من الحياة.