خاص - شهاب

حذّر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عماد خشمان من أن المنطقة تقف اليوم على حافة حرب شاملة بعد العدوان 'الإسرائيلي' المباشر على الجمهورية الإسلامية في إيران، معتبرًا أن الرد الإيراني في إطار عملية 'الوعد الصادق 3' لم يكن مجرد ردّ فعل، بل ضربة استراتيجية مدروسة استهدفت العمق الأمني والعسكري 'الإسرائيلي' وأعادت التوازن إلى المشهد الإقليمي.

وأوضح خشمان لـ(شهاب) أن 'إسرائيل' أطلقت عمليتها العدوانية تحت اسم 'الأسد الصاعد' (Rising Lion Operation)، والتي حملت دلالات رمزية في سياق الحرب النفسية ومحاولة تعزيز الثقة بالجيش 'الإسرائيلي وطمأنة المستوطنين'. 

لكنه أشار إلى أن أهداف العملية كانت تتجاوز الطمأنة إلى ضرب القيادة الإيرانية العليا، بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي، وقادة الحرس الثوري، ومراكز نووية وعسكرية.

ويرى خشمان أن طهران تعرّضت لضربة قاسية في بدايات الهجوم، لكنها سرعان ما استعادت القيادة والسيطرة، وردّت بضربات دقيقة ومنسقة طالت منشآت استراتيجية في 'إسرائيل' شملت قواعد نيفاتيم ورامون الجوية، مراكز استخبارات، منظومات دفاع جوي، ومواقع بتروكيماوية في ميناء حيفا.

وأشار إلى أن عملية 'الوعد الصادق 3' جسّدت تحولًا في الاستراتيجية الإيرانية، حيث خرجت طهران من مرحلة 'الصبر الاستراتيجي'، وباتت تتبع نهجًا هجوميًا مرحليًا متصاعدًا يستهدف تعطيل البنية الدفاعية الإسرائيلية، واختبار فعالية أنظمتها مثل القبة الحديدية، وآرو، ومقلاع داوود.

وفيما يتعلق بالمواقف الدولية، أوضح خشمان أن روسيا والصين دانتا العدوان 'الإسرائيلي' ووصفتاه بـ'غير المبرر'، في حين دعت أطراف أوروبية وعربية إلى التهدئة. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد دعمت الهجوم 'الإسرائيلي' ودعت إيران للعودة إلى المفاوضات، ما اعتبره خشمان 'انحيازًا فاضحًا سيعقّد فرص خفض التصعيد'.

وأضاف أن إيران وجّهت تحذيرات مباشرة للمستوطنين بعدم الاقتراب من المنشآت العسكرية ومراكز تصنيع الأسلحة داخل التجمعات السكنية، مؤكدًا أن منشآت مثل مفاعل ديمونا قد لا تكون بمنأى عن أي رد إيراني أوسع، في حال تصاعد العدوان.

واعتبر خشمان أن المنطقة دخلت مرحلة حساسة جدًا، وأن احتمالات توسّع المواجهة لتشمل جبهات أخرى من محور المقاومة، أو تدخل أمريكي مباشر، قد تؤدي إلى شلّ سلاسل الإمداد، ورفع أسعار النفط، وتهديد أمن الطاقة العالمي، خصوصًا مع إعلان إيران استعدادها لإغلاق مضيق هرمز.

وختم خشمان تصريحه بالتأكيد على أن أي تطور دراماتيكي في هذه المواجهة قد يدفع المجتمع الدولي – لا سيما الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية – إلى فرملة 'إسرائيل' وضمان وقف التصعيد، خصوصًا مع إعلان إيران استعدادها للعودة إلى المفاوضات 'فور توقف العدوان'، كما صرح بذلك وزير خارجيتها عباس عراقجي.