رغم الظروف الاستثنائية، والتحديات الكونية، ومؤامرات المجرة، تمكّنت الحكومة السورية من الحفاظ على وعودها تماماً كما هي وعود.

فها نحن في تموز المجيد من عام 2025، وما زالت الكهرباء تفاجئ المواطنين بقدومها، تماماً كما يفاجئهم ضيف ثقيل في عزّ القيلولة، فبعد وعد رسمي بتأمين 8 ساعات كهرباء يومياً اعتباراً من آذار، ها هي الدولة تنجح في تأمين نصف ساعة وصل وبأحسن الاحوال ساعة كاملة، فتأمل يرعاك الله.

أما عن الرواتب، فتؤكد الحكومة أنها ما زالت متمسكة بوعدها برفعها 400%، بدليل أنّها رفعتها فعلياً بنسبة 200% اعتباراً من تموز الجاري، وبعدين تأجلت لنهايته، والموظف ناطر وناطر وناطر.

في مجال الاقتصاد، تواصل الليرة السورية لعب دورها البطولي في 'مقاومة الانخفاض بثقة'، وليس هذا فحسب بل انخفض سعر الدولار من 15 إلى 10 آلاف، لكن هذا لم يؤثر إطلاقاً على سعر الدواء، الذي ما زال يهد حيل المريض والحي والميت على حد سواء.

وفي إنجاز صحي لا يقل رمزية عن غيره، ما تزال الشبكة القلبية في المشافي الحكومية تكلف 14 مليون ليرة، ما يدل على 'ثبات الأسعار في القطاع الطبي'، رغم الاضطرابات، وبفضل جهود وزارة الصحة في تثبيت نبض الأسعار لا المرضى.

وتهيب الجهات الرسمية بالمواطنين التوقف عن المطالبة بتحقيق هذه الإنجازات، لأن وعد الإنجاز أهم من الإنجاز ذاته، ولأن العبرة، كما قال المتنبي ذات مرة ولم يقصدهم طبعاً، 'في السعي لا في الوصول'.