اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
تتسارع وتيرة المواجهة العسكرية في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث تصاعدت عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في عدة محاور.
في الميدان، تبرز كتائب القسام وسرايا القدس بوصفهما رأس الحربة في التصدي للاجتياحات البرية التي يقوم بها جيش الاحتلال، وقد نجحتا في تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية خلال الأسابيع الأخيرة أوقعت خسائر فادحة في صفوف القوات الإسرائيلية، سواء على مستوى الجنود أو العتاد العسكري. ويعكس ذلك تصاعد كفاءة المقاومة ميدانيًا، وتعقيد البيئة العملياتية أمام الجيش الإسرائيلي الذي يجد نفسه عاجزًا عن تحقيق ما وصفه بـ'النصر الكامل'.
هذا الإخفاق الإسرائيلي بات يُعبر عنه مسؤولون عسكريون إسرائيليون بشكل متزايد. فقد نقلت شبكة 'سي إن إن' عن مسؤول عسكري إسرائيلي إقراره بأن 'تحقيق الأهداف التكتيكية في غزة أصبح أصعب الآن'.
وأشار إلى أن تل أبيب لم تتمكن من إنجاز جميع أهدافها التي رفعتها منذ بداية الحرب، وهي أهداف طموحة شملت القضاء على القدرات العسكرية لفصائل المقاومة، وتفكيك بنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة حماس، واستعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وضمان عدم تحول القطاع إلى مصدر تهديد مستقبلي.
ويذهب الخبير العسكري، العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي، إلى أن الأسباب وراء هذا الفشل متعددة، أولها الطبيعة الحضرية الكثيفة لقطاع غزة، حيث يصعب على القوات الغازية التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، مما يقيد هامش الحركة الميدانية ويزيد من تكلفة التقدم على الأرض.
كما أن تكتيكات المقاومة التي تعتمد على خلايا قتالية صغيرة وقادرة على تنفيذ عمليات دقيقة ومنسقة دون الحاجة إلى تشكيلات كبيرة، تُربك منظومة الرصد والاستخبارات الإسرائيلية، وتجعل من استهداف المقاومين أمرًا بالغ الصعوبة.
يضاف إلى ذلك تعقيد الجغرافيا، لا سيما مع اعتماد المقاومة على شبكة أنفاق واسعة تجعل أي محاولة إسرائيلية لتحديد مراكز القيادة أو خطوط الإمداد شبه مستحيلة.
ويشير الفلاحي إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن بيئة القتال الحالية في غزة، والمتمثلة في أحياء مدمرة وأنقاض منتشرة، تعد من أصعب بيئات الحرب، كونها تُفقد الاحتلال ميزة المناورة والرؤية، وتمنح المقاومة الأفضلية في الكمائن والتحرك الخفي. هذه البيئة تحديدًا قلبت موازين المعركة من حرب تقليدية إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة 'الياسين 105' المضادة للدروع -أمس الأربعاء- في شارع المجمع الإسلامي بمدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، مؤكدة اشتعال النيران فيها وهبوط الطيران للإخلاء.
كما أعلنت سرايا القدس تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية وسط خان يونس، كاشفة أن العملية تمت بتفجير عبوتين من مخلفات الاحتلال عبر الهندسة العكسية.
كما أعلنت السرايا تفجير مقاتليها -أمس الأربعاء- جرافة إسرائيلية من نوع 'دي 9' بعبوة كانت مزروعة سابقا أثناء توغلها في حي الشجاعية شرقي غزة.