اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
أكّد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النّائب حسن عز الدين، أنّ 'العدو مهما بلغ من العتوّ والعلوّ والاستبداد والإجرام، لن يحطّ من عزيمتنا ولن يكسر إرادتنا'، مشيرًا إلى أنّ 'الجريمة البشعة الّتي ارتكبها في بنت جبيل قبل أيّام، وذهب ضحيّتها أب وثلاثة أطفال وسقط فيها عدد من الجرحى، لم تكن سوى محاولة مدروسة لإعدام الحياة في القرى والمدن الأماميّة الممتدّة من الناقورة إلى شبعا'.
ولفت، في كلمة له خلال حفل تأبيني نظّمه 'حزب الله' في بلدة الشرقيّة في قضاء النبطيّة، إلى أنّ 'العدو يظنّ أنّ هذه الأفعال الإجراميّة قادرة على بثّ الخوف والرّعب في نفوس النّاس، ودفعهم إلى ترك بلداتهم وقراهم الّتي عادوا إليها بعد المعاناة. إلّا أنّ تشبّث الأهالي بأرضهم وبقاءهم فيها رغم الصّعوبات، شكّل تحدّيًا حقيقيًّا للعدو لم يعد قادرًا على احتماله، ولذلك لجأ إلى هذا النّوع من الجرائم'.
ورأى عز الدّين أنّ 'ما يجري في قطاع غزة اليوم، يعكس النّموذج الّذي تريده أميركا قبل أن يكون مطلبًا صهيونيًّا. والدّليل على ذلك هو أنّ العالم كلّه اجتمع في مجلس الأمن الدولي لإدانة الجرائم في غزّة، والمطالبة بوقف إطلاق النّار وإيجاد تسوية والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، فإذا بالولايات المتحدة ترفع 'الفيتو' في وجه العالم بأسره'، مبيّنًا أنّ 'هذا السّلوك يثبت أنّ الأميركيّين هم أصحاب المشروع القائم على الإبادة والقتل الجماعي'.
وركّز على أنّ 'التصويت في الأمم المتحدة شكّل مؤشّرًا إيجابيًّا، لأنّه عكس عزلة الكيان الصّهيوني وفقدانه الدّعم في كثير من الأماكن والدّول الّتي كانت تسانده'، معتبرًا أنّ 'ما نشهده اليوم من تبدّل في السّرديّة المتداولة عالميًّا، إلى جانب تأييد واسع من دول عربيّة وإسلاميّة، إنّما يعزّز موقع القضية الفلسطينية ويضعف سرديّة الاحتلال'.
وفي معرض ردّه على تصريحات المبعوث الأميركي توم براك، ذكر أنّ 'برّاك اعتبر حزب الله عدوًّا للبنانيّين ولإسرائيل ولأميركا. وهذا بحدّ ذاته وسام شرف نفتخر به ونعتزّ به، لأنّ العداء لأميركا وللكيان الصّهيوني هو شرف للمقاومة، لكن في المقابل نحن في الدّاخل اللّبناني لسنا أعداءً لأحد، بل جزء أصيل وأساسي من هذا الوطن'، مشدّدًا على أنّ 'من يقدّم دماء شهدائه وقادته ومجاهديه في سبيل حماية الوطن وصون كرامته، هو الأكثر انتماءً وولاءً له'.
وأضاف عز الدّين أنّ 'دماء القادة والشّهداء، هي الدّليل السّاطع على صدق الانتماء، وأنّ الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026 ستثبت مجدّدًا أنّ هذه البيئة الشّعبيّة الحاضنة للمقاومة، متمسّكة بهذا الخيار وتؤيّد هذا الثّنائي الوطني'، مؤكّدًا أنّ 'اتهامات برّاك للحكومة اللّبنانيّة بالتقصير والتقاعس، ليست إلّا محاولةً للتشكيك والإساءة'.
ورأى أنّ 'خطاب برّاك في حقيقته خطاب أميركي يتحدّث بلسان صهيوني، فواشنطن تعمل لمصلحة العدو لا لمصلحة لبنان، فيما المقاومة بما تملكه من قدرات وإمكانيّات إنّما تقوم بواجبها الوطني بالدّفاع عن الوطن والشّعب'، معتبرًا أنّ 'كلام برّاك فيه إهانة للحكومة وللشّعب معًا'.
من جهة ثانية، أوضح أنّ 'العاصمة بيروت ليست ذات لون واحد ولا مذهب واحد، بل هي مدينة متعدّدة ومتنوّعة في انتماءاتها السّياسيّة والطّائفيّة، وتشمل جميع المكوّنات اللّبنانيّة'، مركّزًا على أنّ 'الشّيعة جزء أساسي من نسيج بيروت كما باقي الطّوائف، وأنّ ما حصل أمام صخرة الروشة كان مناسبةً أراد من خلالها أبناء بيروت الأصليّون الّذين هم من جذور المدينة وأبناء تاريخها، أن يعبّروا عن وفائهم لقادتهم وشهدائهم في ذكرى مقدّسة وعزيزة لديهم'.
وأشار عز الدّين إلى أنّ 'التجمّع كان حضاريًّا ملتزمًا بالقانون، حريصًا على الوطن وعلى السّلم الأهلي، وهو يعكس هويّة بيروت الّتي لا يمكن أن تتغيّر: بيروت العربيّة، الوطنيّة، المقاومة. وبيروت كانت وستبقى وفيّةً لشعبها وعروبتها'، مستذكرًا 'ما جرى خلال اجتياح العدو الإسرائيلي للعاصمة عام 1982، حيث انطلقت من قلب بيروت عمليّات مقاومة بطوليّة نفذها خالد علوان ورفاقه وغيرهم من المقاومين من مختلف المكوّنات'. ونوّه إلى أنّ 'هذه الحقيقة التاريخيّة تؤكّد أنّ هويّة بيروت ستبقى عربيّة مقاومة، مهما حاول البعض تشويه صورتها أو إثارة الفتن داخلها'.
وخاطب بعض السّياسيّين الجدد، قائلًا: 'إنّ محاولاتهم إثارة البلبلة بين الجيش والقوى الأمنيّة من جهة والنّاس من جهة أخرى، ليست سوى نتيجة أحقاد ورهانات فاشلة على مشاريع أميركيّة خاسرة'، مضيفًا: 'كفى تزلّفًا وتسوّلًا إقليميًّا ودوليًّا، وكفى رهانات على خيارات لن تجلب إلّا الفشل والخسارة'، ومؤكّدًا أنّ 'بيروت ستبقى وطنًا للجميع، موحَّدة بانتمائها، محافِظة على هويّتها الوطنيّة والعربيّة'.
وشدّد على 'دور الجيش الوطني اللّبناني والأجهزة الأمنيّة كافّة، الّتي تعاطت مع ما حصل بحكمة وشجاعة وحرص على الاستقرار والسّلم الأهلي'، لافتًا إلى 'دور الأجهزة الأمنيّة كافّة، الّتي ساعدت وساهمت في نجاح المناسبة وخروجها بأبهى صورة'. وختم: 'ما جرى كان نموذجًا حضاريًّا مشرّفًا، يليق ببيروت وبأبنائها وبالوفاء لشهداء المقاومة'.