مرّت الاخصائية الاجتماعية والنفسية ديما الطيبي محطات حياتية ومواقف مفصلية؛ ولكن بالإرادة والتحدي تغلّبت عليها جميعا، بينها المرض وظروف الفقد، وكانت سند لعائلتها ولكل من احتاج دعما نفسيا واجتماعيا.

عملت الطيبي في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب وخاصة المعتقلين وعائلات الشهداء والمصابين لمدة 5 سنوات، وتطوعت مع النساء والأطفال المصابين بمرض السرطان وقدّمت لهم المساعدة في تلقي تقبّل العلاج وظروفه.

ديما الطيبي تتحدّث لبرنامج 'ضيف الراية' عبر شبكة رايـــة الإعلامية، عن مسيرتها العلمية والعملية، وقصة الإلهام والتحدي لديها، كما شرحت الواقع النفسي انطلاقا من الظروف التي يعيش بها الشعب الفلسطيني.

واعتبرت أن الإنسان هو عبارة عن قصص، وهذه القصص التي يحكيها هي التي تشكّل حياته، وجزء كبير من حياتها كانت من خلال التنقل، تضيف: 'عشت طفولتي وكبرت في الكويت، ثم انتقلت للأردن قبل العودة لفلسطين'.

ووصفت الوضع النفسي للفلسطينيين بـ 'الصعب'، إذ مر الجميع بتجارب وقصص مختلفة جراء الحرب الإسرائيلية، حيث تأثر كل فرد بهذه الحرب من خلال قصة من القصص أو إصابة بظرف صعب خلالها، والجميع بحاجة للدعم.

وأوضحت الطيبي بأن الدعم يجب أن يأتي من داخل كل فرد أولا، وذلك من خلال الحديث مع النفس ومحاولة تجنب الجانب السلبي، وثانيا الدعم من خلال الأشخاص المحيطين 'الزوج الأب والأم والشقيق والأشقاء وحتى الأبناء'.

واعتبرت أن الوظيفة الأساسية للأخصائي النفسي هي أن يكون 'مرآة' للشخص الذي يتلقى العلاج، وهو جوهر وظيفتها بمركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، مشيرة إلى أنها أجمل وظيفة عملت بها قبل تنقلها بعدة وظائف.

وعن أصعب مرحلة في حياتها 'المرض والعلاج'، اختارت الطيبي أن تكون قوية وتتحدى المرض بعد أن تم تشخيصها بالسرطان، وتغلبت على تلك الفترة القاسية بمساندة من زوجها وعائلتها وتحديدا شقيقها الذي وهبها احدى كليتيه.

وتطرقت الطيبي لمشروعها الخاص 'يا غالي' الذي أطلقته عام 2017 في فترة مرض والدتها، إذ دفعها حاجة والدتها لخلطات زيوت طبيعية ومساعدتها إلى إطلاق فكرة المشروع وذلك بعد وفاة والدتها.

وأوضحت أن الناس بدأوا الاستفادة من 'الخلطات العلاجية' التي كانت تصنعها الطيبي لوالدتها، حيث عملت على إدخال الفرح على قلوب الناس من خلال مساعدتهم وتقديم العلاج لهم، مشيرة إلى أنها حوّلت التحدي إلى فرصة للنجاح.