بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، نظّمت الهيئة الطبية الدولية (IMC) بالتعاون مع جهات وطنية ورشة عمل بعنوان : دور الإعلام في صون الحق في التعافي، وذلك في فندق غولدن مزة بدمشق، بحضور نخبة من المختصين والإعلاميين.

الإعلام والصحة النفسية: شراكة ضرورية للتعافي المجتمعي

الورشة التي حضرها مراسل 'بزنس2بزنس' ركزت على أهمية الإعلام في رفع الوعي بقضايا الصحة النفسية، والحد من الوصمة الاجتماعية، وضمان وصول الجميع إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي (MHPSS)، خاصة خلال حالات الطوارئ.

كما ناقشت بناء استراتيجيات إعلامية مسؤولة تضمن تغطية دقيقة وإنسانية، مع إبراز قصص التعافي والمرونة وتجنّب الصور النمطية السلبية.

الدكتور زهير قراط، ممثل وزارة الصحة، شدد على أن 'الصحة النفسية ليست ترفًا، بل ركيزة أساسية في بناء الإنسان'، داعياً إلى تعزيز الخدمات النفسية المتخصصة، وتكامل دور الإعلام والدعم النفسي في توحيد الجهود الوطنية.

مكافحة المعلومات المضللة: إغلاق 350 ألف حساب إلكتروني

وفي تصريح لافت، كشف الدكتور عبد الله، معاون وزير الإعلام، عن إغلاق أكثر من 350 ألف حساب إلكتروني بسبب نشر محتوى تحريضي ومعلومات مضللة تهدد الصحة النفسية وتغذي الخوف المجتمعي.

نحو تغطية شاملة لخدمات الدعم النفسي

من جانبه، أكد الدكتور محمد سالم، مدير الرعاية الصحية الأولية، أن الحكومة تسعى لتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية لتشمل 75% من السكان، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات النفسية والبحث عن موارد مستدامة لدعم هذا القطاع الحيوي.

السيد أوغسطس، ممثل الهيئة الطبية الدولية، وصف الصحة النفسية بأنها 'حق طبيعي لكل إنسان'، مشدداً على ضرورة إيصال الخدمات إلى المناطق المتضررة، وتعزيز دور الإعلام في تقليل الوصمة وتحفيز التعافي بعد الأزمات.

دعوات لتطوير المحتوى الإعلامي المتخصص

الدكتور خالد زعرور، عميد كلية الإعلام، دعا إلى توجيه الإعلام نحو التخصصات الدقيقة، وتطوير المحتوى بما يخدم الصحة النفسية ويعزز الوعي المجتمعي.

أما الدكتور نبيل سمرجي، مسؤول الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية، فقد حذّر من تأثير الكلمة في حياة الإنسان، مؤكداً أن الإعلام شريك أساسي في الوقاية من الانتحار وتعزيز ثقافة الدعم النفسي.

الصحة النفسية في المدارس: أولوية وطنية

الدكتورة ميسون دشاش، مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية، أكدت أن الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال لا يقل أهمية عن الكبار، مشيرة إلى تدريب المرشدين النفسيين للتعامل مع حالات التنمر، التحرش، ومحاولات الانتحار، حيث تم تسجيل 152 حالة تستدعي التدخل المباشر.

الإعلام كأداة للتعافي بعد الأزمات

تأتي هذه الورشة ضمن جهود وطنية ودولية لتعزيز دور الإعلام في دعم الصحة النفسية وتحقيق التعافي المجتمعي، خاصة في ظل التحديات التي تواجه السوريين بعد سنوات من الأزمات.