عين تل أبيب على القطاعين الشرقي والأوسط لأسباب عسكرية استراتيجية

كما توقع كثر خلال الأيام الماضية، لم تلتزم إسرائيل بالخروج من جنوب لبنان مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع خلال الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

واليوم ما زالت القوات الإسرائيلية حتى الساعة توجد في بلدات جنوبية، فيما أفادت 'الوكالة الوطنية للإعلام' اللبنانية الرسمية بأن الجيش الإسرائيلي تقدم فجراً في أكثر من خمس مناطق جنوبية، منها مركبا وطلوسة وحولا ووادي السلوقي ومرتفعات كفرشوبا.

فما الذي تريده إسرائيل من بقائها جنوب لبنان؟ وفي أي قطاعات ومناطق توجد؟

يقول المتخصص العسكري العميد المتقاعد يعرب صخر في مقابلة صوتية مع 'اندبندنت عربية' إن الخط الفاصل ما بين لبنان وإسرائيل هو بطول 150 كم، من القطاع الغربي في الناقورة حتى كفرشوبا وشبعا في القطاع الشرقي. ويضيف 'ليست كل المناطق مهمة بالنسبة إلى إسرائيل، بل تلك الواقعة في القطاعين الأوسط والشرقي، إذ إن القرى هناك من الجانب اللبناني تعد تلالاً حاكمة واستراتيجية مشرفة على الشمال الإسرائيلي، والقوات الإسرائيلية لا تزال توجد في هذه المناطق التي تعد حاكمة بالمنطق العسكري، وقد تركتها مدمرة بصورة شبه تامة وأصبحت معدومة الحياة لتمنع وتطيل الزمن قدر ما تشاء لعدم عودة الأهالي وإعادة إعمارها'.

أما عن القطاع الغربي، فيؤكد صخر أن المنطقة هناك متساوية جغرافياً مع الشمال الإسرائيلي، ومن ثم لا حاجة قصوى لبقاء القوات الإسرائيلية فيها، وبخاصة أن إسرائيل موجودة هناك في البحر داخل المنطقة المقابلة لبلدة الناقورة والتي دخلها الجيش اللبناني قبل أيام.

ويضيف أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال قبل أيام إن إسرائيل ستبقى لفترة ما، وهنا الحجة قوية عند تل أبيب وهي أن الجيش اللبناني ويونيفيل لم يتمكنا حتى الآن من جعل 'حزب الله' يخلي المواقع والمناطق التي يوجد فيها جنوباً، فيما القرار الدولي 1701 وفق الاتفاق أصبح 1701 'بلاس'، وقد أعطى إسرائيل الحق بموافقة الحزب وفريق الممانعة في المراقبة والمعالجة، إذا لم يعالج الجيش اللبناني ويونيفيل الوضع.

Listen to 'ماذا تريد إسرائيل من بقائها جنوب لبنان؟' on Spreaker.