في كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بمناسبة ذكرى القادة الشهداء، تناول العديد من القضايا المحورية التي تهم لبنان والمنطقة العربية.

بدأ قاسم كلمته بالتهنئة بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عج)، مؤكداً إيمان حزب الله العميق بظهوره في يوم من الأيام، موضحا أن حركة الحزب تسعى لأن تكون تحت رايته التي تمثل الحق والإنسانية.

ثم تطرّق قاسم إلى الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث دعا إلى الوحدة الوطنية، مشددا على أن الانتظار في هذه المرحلة هو أمل وتوقع لتحقيق الأهداف الكبرى في سبيل الله، محييًا تعاليم الحق والإنسانية التي لا تفرّق بين فئة وأخرى.

وفي سياق الحديث عن شهداء 'حزب الله'، ذكر الشيخ قاسم أن دماءهم وعطاءاتهم كانت الأساس في تطوّر مسيرة المقاومة، مشيرا إلى أن القادة الشهداء كانوا يعيشون حياة واحدة وهي الإسلام المحمدي الأصيل، الذي يشمل البعدين الروحي والعسكري، لافتا إلى أن جهادهم كان موجهًا بشكل أساسي ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وتطرق قاسم إلى المواقف الأميركية، حيث انتقد بشدة مواقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية، معتبرا أن هذه المواقف تهدف إلى القضاء على فلسطين وشعبها، واصفا إياها بأنها إبادة سياسية. وأضاف أن الصمت العربي ساعد في تمرير هذه السياسات، معتبرا أن الجميع يجب أن يرفض التهجير الفلسطيني إلى أي من الدول العربية مثل الأردن ومصر والسعودية، مؤكدا أن كل البلدان العربية والإسلامية يجب أن ترفض هذه المشاريع بشكل قاطع.

على الصعيد اللبناني، دعا قاسم الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤوليتها في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، مشددا على أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الدولة التي يجب أن يكون لديها موقف صلب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. كما أكد أن لبنان لا يمكن أن يُعمّر إلا بتعاون جميع الأطراف، مشيرًا إلى استعداد حزب الله للمشاركة في هذا الجهد الوطني.

وفي هذا الإطار، اقترح قاسم على الحكومة اللبنانية أن تتم التعيينات الإدارية عبر تنظيم مباريات لاختيار الأفضل بعيدا من المحاصصة السياسية، لتحقيق إدارة كفوءة وفعّالة تتناسب مع التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان.

وفيما يخص الأزمة المتعلقة بالطائرة الإيرانية، انتقد قاسم قرار الحكومة اللبنانية بمنع هبوط الطائرة الإيرانية في مطار بيروت الدولي، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء بناءً على تهديدات إسرائيلية بضرب مدرج المطار. ودعا الحكومة اللبنانية إلى إعادة النظر في هذا القرار والتعبير عن الموقف السيادي اللبناني، مؤكدًا ضرورة التعامل بحكمة وفتح المجال لاستقبال الطائرات الإيرانية من منطلق السيادة الوطنية.

كما أعرب قاسم عن رفضه لأي اعتداء على قوات 'اليونيفل'، مؤكدًا على موقف حزب الله الثابت في دعم الاستقرار وحفظ السلام. في المقابل، استنكر قاسم الاعتداء على التظاهرة السلمية التي دعا إليها حزب الله، حيث تم استخدام القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين، مما طرح تساؤلات عن أسباب التصعيد في التعامل مع الحراك السلمي.

في ختام كلمته، شدّد قاسم على أن لبنان بحاجة إلى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الكبرى، وأكد على ضرورة أن تكون الدولة اللبنانية جزءا من الحلول الوطنية التي تصب في مصلحة الشعب اللبناني.