تشهد منطقة شرق البحر المتوسط موجة حرائق غابات عنيفة أدّت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

في قبرص، تستمر الحرائق الضخمة التي أودت بحياة شخصين واجتاحت مساحات شاسعة من الغابات والمنازل، وسط جهود إطفاء دولية تشمل دعمًا من لبنان ومصر والأردن وإسبانيا.

في الوقت نفسِه، تواجه تركيا مأساة أكبر بعد مقتل 10 رجال إطفاء وإصابة العشرات أثناء محاولتهم السيطرة على حريق في إقليم إسكي شهر.

إلى ذلك، تواصل السلطات تحقيقاتها حول أسباب الحرائق، وسط ظروف مناخية صعبة تُسرّع من انتشار النيران وتزيد من تعقيد عمليات الإخماد.

طائرات لمساعدة قبرص

وكانت طائرات من مصر والأردن ولبنان وإسبانيا قد توجهت إلى قبرص الخميس للمساعدة على مكافحة حريق غابات ضخم في البلاد أودى بحياة شخصيْن.

في حين أجرى رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، اتصالاً هاتفيًا بالرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس واطّلع منه على حجم الأضرار التي نتجت عن الحرائق التي اندلعت في منطقة ليماسول في قبرص، والتي أدّت إلى احتراق مئات المنازل والأشجار.

وأبلغ الرئيس عون نظيره القبرصي وضع إمكانات لبنان بتصرّف قبرص للمساعدة على إطفاء الحرائق، مؤكدًا تعاطفه مع الشعب القبرصي الصديق.

إلى ذلك، تحقق الشرطة القبرصية في تقارير تفيد بأنّ مفتعلي حرائق هم السبب وراء النيران التي أتت على أكثر من 120 كيلومترًا مربعًا من التلال المشجّرة في واحدة من أسوأ الحرائق من نوعها في الذاكرة الحديثة.

وصرّح الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للصحافيين: 'لقد كنا نتعامل مع وضع غير مسبوق. لم يحدث شيء كهذا من قبل في قبرص'.

والحريق، الذي بدا أنه خمد خلال ليل الأربعاء، اشتعل مرة أخرى الخميس على عدّة جبهات.

وقال المتحدث باسم الحكومة قسطنطينوس ليتيمبيوتيس إن أكثر من 250 رجل إطفاء، و75 سيارة إطفاء، و14 طائرة يعملون لاحتواء النيران.

وأضاف ليتيمبيوتيس أنّ الرياح القوية جدًا، ودرجات الحرارة المرتفعة، والظروف القاحلة جدًا بعد ثلاثة فصول شتاء كانت أمطارها قليلة، خلقت عاصفةً مثاليةً في ذروة الحريق مساء الأربعاء. وقد كافحت فرق الإطفاء لاحتواء النيران في تضاريس صعبة ووعرة.

وقال خريستودوليدس إنّ هناك مؤشرات إيجابية إلى أن حدّة الحريق تبدو وكأنها تنحسر، لكنه لم يتمكن من القول إنّ الحريق أصبح تحت السيطرة بعد. وأكّد مجددًا تعهّد الحكومة بمساعدة الأشخاص الذين فقدوا سبل عيشهم، وأصحاب الممتلكات على إعادة بناء منازلهم المتضرّرة.

وتحقّق الشرطة في تقارير تفيد بأن الحريق، كان من فعل مفتعلي الحرائق، وفقًا للمتحدث باسم الحكومة.

حريق كبير في وسط تركيا

في سياق آخر، لقي 10 رجال إطفاء أتراك حتفهم، وأصيب 14 آخرون أثناء محاولتهم احتواء حريق غابات في إقليم إسكي شهر في وسط البلاد.

وقال وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يومقلي إنّ 24 من رجال الإطفاء حوصروا في الحريق عندما غيّرت الرياح اتجاهها فجأة، وقذفت ألسنة اللهب نحوهم، مضيفًا أنهم نُقلوا فورًا إلى المستشفى، لكن 10 منهم لقوا حتفهم، في حين لا يزال 14 آخرون يتلقّون العلاج.

ويكافح رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ منذ يوم الثلاثاء لاحتواء حريق غابات في منطقة سيد غازي في إسكي شهر.

وقال رجل الإطفاء إرجان تيميل: 'كانوا يحاولون إخماد الحريق أعلى التلّ فيما كنا نحاول السيطرة عليه عند السفح'، مضيفًا: 'حاولوا الفرار من الحريق، ركضًا إلى أعلى التل، لكنّهم لم يتمكنوا من ذلك'.

وقال يومقلي إن 7 حرائق غابات كانت لا تزال مشتعلةً في 5 أقاليم بوسط تركيا وغربها.

وكتب وزير العدل، يلماز تونج، في منشور على 'إكس'، أنّ المدّعين العامين فتحوا تحقيقًا في الحادث.