الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ووحدهم في إسرائيل يشاهدون الفلم عشر مرات ويتوقعون نهاية مختلفة . يقومون بنفس ردود الأفعال ويرفضون التصديق ان هذا الفلم وفي نفس القاعة وفي نفس دار السينما سوف يعطيهم نفس النتيجة !!

غير قادرون على التخطي ابدا ، عالقون في عنق زجاجة وهمية تسمى ' الامن ' ، ولكنها لا تفضي الا الى حقول خيبات الامل . والعجيب ان كل بلاد العالم تحظى بالأمن والأمان ويسير الناس في الشوارع ويسهرون ويذهبون الى المدارس بحرية . اما في إسرائيل فترى الام صباحا تأخذ طفلها الى روضة الأطفال وهي تحمل بندقية الية ، او تجد العائلة تذهب للسباحة على البحر وهم يحملون معهم الذخيرة وبنادق ام 16 ومع ذلك لا يشعرون بالأمن ولا بالأمان ويصرفون خزائنهم على التجسس والتربص والقتال !! .

فعلا انه لأمر عجيب ان يصدق هذا المجتمع وزيرا لم يخدم في الجيش يعلمهم ضرورة ان يتسلحوا ويحملوا السلاح معهم الى الاستوديوهات والى الجامعات !!

الان ومع عرض ترامب المنحاز لإسرائيل تماما ، توجد فرصة سياسية تاريخية عند إسرائيل لإنهاء الحرب ، وربما لتجميد الصراع الدموي المستمر منذ مئة عام . لكن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأحزاب الإسرائيلية تلف في نفس الدائرة ( دائرة الجدل البيزنطي والغرق في تفاصيل لا قيمة لها في الصورة الاستراتيجية ) .

السياسيون في إسرائيل يغرقون انفسهم في أسئلة عن أسماء الاسرى الفلسطينيين ومن يطلق سراحه ومن يبقى للانتقام السادي ، عن مساحة الانسحاب وكم سنتم سوف تنسحب الدبابة ، وعن من يقود الشعب الفلسطيني ومن يحكم غزة !! باعتبار ان إسرائيل هي من يجب ان يقرر من يحكم غزة ورام الله ودمشق وبغداد والخرطوم والقاهرة وأسمرة ....

وينسون ان مشكلتهم هي من يحكم تل ابيب ؟ ومن يحكم إسرائيل ؟ وكيف يحكمها ؟ والى أين يأخذها ؟