اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
رام الله- معا- أطلق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، الخميس، فعاليات دورة تدريب المدربين (TOT) المتخصصة في مجال الدعم النفسي الاجتماعي، وذلك في مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمحافظة رام الله والبيرة، بمشاركة 30 شاباً وشابة يمثلون مختلف المحافظات الفلسطينية، من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وتستمر الدورة لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ضمن برامج شبكة الشباب الفلسطينية التابعة للمكتب الأممي، وتهدف إلى تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من تنفيذ تدخلات فعّالة تستجيب للاحتياجات النفسية والاجتماعية لمجتمعاتهم، خاصة في ظل التحديات المتزايدة في السياق الفلسطيني.
وتزامن إطلاق الدورة مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، في إشارة رمزية تعكس الالتزام بدور توعوي ووقائي حقيقي يسعى لإشراك فئة الشباب كقوة تغيير فاعلة في المجتمع، لمواجهة ظواهر الإدمان والجريمة والعنف، وتعزيز ثقافة الوعي والتماسك المجتمعي.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فلسطين، السيد خلدون عويس، خلال كلمته الافتتاحية، إن انعقاد هذه الدورة التدريبية يأتي في ظرف دقيق تمرّ به المجتمعات، حيث تتفاقم التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه فئة الشباب والفئات المهمّشة على وجه الخصوص، مما يُحتم تكثيف الجهود لإطلاق مبادرات نوعية تُعزز من صمودهم وتدعم صحتهم النفسية وسلامهم الاجتماعي.
وأضاف عويس أن تمكين الشباب وتزويدهم بالمعرفة والمهارات هو استثمار حقيقي في مستقبل أكثر استقراراً وإنصافاً، مؤكداً أن الشباب ليسوا فقط شركاء في التنمية، بل هم القوة المحركة لتغيير إيجابي مستدام، خاصة في السياقات المعقّدة مثل السياق الفلسطيني، الذي يتطلب تدخلات واعية تستجيب لحاجاته الخاصة وتراعي خصوصياته الثقافية والاجتماعية.
وختم كلمته بالتأكيد على التزام مكتب الأمم المتحدة بمواصلة دعمه للمبادرات الهادفة إلى بناء قدرات الشباب، وتوسيع دائرة التأثير الإيجابي نحو مجتمع أكثر وعياً، وتماسكاً، وقدرة على التكيّف مع التحديات المختلفة.
ومن جهتهم، عبّر المشاركون عن رؤيتهم الطموحة في أن يكونوا سفراء للتغيير الإيجابي، وأن يوظفوا المهارات التي يكتسبونها خلال التدريب في خدمة مجتمعاتهم، عبر تقديم الدعم النفسي وتعزيز الصحة النفسية، خاصة للفئات المهمشة والمتضررة من الأزمات والضغوط المتواصلة.
وأكد المشاركون أن الدورة تمثل منصة حقيقية لتبادل الخبرات والأفكار والممارسات الفضلى، وتفتح المجال لتأسيس شبكة من المدربين الشباب القادرين على التأثير الإيجابي، بما يخدم رؤية وطنية نحو مجتمع خالٍ من المخدرات والعنف والجريمة، تسوده قيم التضامن والتماسك.
فيما أكد السيد حسام بني عودة، عضو الشبكة الإقليمية للشباب، على أهمية هذه الدورة وضرورتها وخاصة انها أتت في سياق معقد يعيشه الشعب الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة مواصلة العمل لتمكين الشباب في المنطقة، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في مواجهة التحديات الاجتماعية والإنسانية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود مكتب الأمم المتحدة (UNODC) في الاستثمار بالشباب كقادة فكر وعمل ميداني، والعمل مع الشركاء المحليين على تطوير نماذج تدخل مجتمعية قائمة على أسس علمية، تستند إلى فهم عميق للسياق المحلي والتحديات النفسية والاجتماعية التي يفرضها واقع الاحتلال والضغوط الاقتصادية والاجتماعية.