اخبار سوريا
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
وطن – بينما تشتعل غزة وتُستنزف المقاومة الفلسطينية في معارك غير متكافئة، تتحرّك إسرائيل بهدوء داخل الأراضي السورية، ولكن بخطة ثابتة وطويلة النفس، تطرح أسئلة خطيرة عن واقع السيادة السورية ومستقبل المنطقة.
تقارير متعددة كشفت عن استحواذ إسرائيل على 145 ميلاً مربعًا داخل ما يُسمى 'المنطقة العازلة' جنوب سوريا، وإقامة تسعة مواقع عسكرية جديدة، مع دعم مباشر لتحالفات محلية في المناطق الحدودية تحت ذريعة 'حماية الأقليات' وعلى رأسهم الدروز.
ما كان يُعتبر سابقًا خطًا أحمر، بات اليوم أمرًا واقعًا. إسرائيل لم تعد تراقب الحدود، بل تتوغل، تقيم قواعد، وتُعيد رسم جغرافيا عسكرية جديدة تمتد حتى مشارف العاصمة دمشق.
في المقابل، تلتزم الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع صمتًا شبه كامل، لا بيانات إدانة، لا طلقة واحدة، ولا حتى لهجة عدائية. محللون يرون في هذا الموقف علامة خطيرة على تطبيع ضمني لوجود الاحتلال داخل العمق السوري.
الأخطر هو تبرير إسرائيل لهذه التحركات، تارة بمحاربة 'الجهاد العالمي'، وتارة بحماية الداخل الإسرائيلي بعد هجمات 7 أكتوبر، أو حتى بدواعٍ استباقية ضد 'النفوذ التركي' في الشمال، ما يفتح الباب أمام توسّع لا يُعرف سقفه.
من لبنان إلى غزة إلى سوريا، تتبع إسرائيل استراتيجية تكرار الاجتياح باسم الأمن، وفق ما يراه محللون استرجاعًا لتكتيك الثمانينات في لبنان: تمدّد صامت، عدوان غير معلن، وزرع بذور لحرب استنزاف قادمة.
لكن هذه المرّة، الاحتلال لا يحتاج إلى قصف يومي أو اجتياح دبابات، بل فقط إلى صمت الأنظمة، وتواطؤ ضمني، وانشغال إعلامي بمعارك أخرى.
فهل يشهد السوريون قريبًا مرحلة 'الجار الجديد'، أم أنهم يدركون أخيرًا أن ما يجري هو احتلال ناعم يرتدي ثوب الجغرافيا الأمنية والتحالفات المحلية؟
وهل تبقى الخريطة تُرسم من فوقهم، فيما هم يُراقبون تحتها بصمت؟