اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة راية الإعلامية
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
وزّع جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، خارطة جديدة تُظهر نيته هدم 104 مبانٍ سكنية في مخيم طولكرم، ضمن مخطط ممنهج يستهدف البنية العمرانية والاجتماعية للمخيمات الفلسطينية، في محاولة لطمس هويتها وتفكيك نسيجها المجتمعي.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، فيصل سلامة، أن الاحتلال يسعى من خلال هذا المخطط إلى 'تغيير معالم المخيم كليًا، وطمس كل ما يمثّل رمزية وجود اللاجئين الفلسطينيين، تمهيدًا لإنهاء ملف وكالة الغوث وحق العودة.'
هدم متدرّج وتوسعة للطرق لخدمة الآليات العسكرية
بحسب سلامة خلال حديثه لشبكة رايـــة الإعلامية، فإن خارطة اليوم ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الخطط المتدرجة التي بدأ الاحتلال تنفيذها قبل أشهر، حيث سبق له أن وزع خرائط استهدفت 17، ثم 11، ولاحقًا 58 بناية، وقام بهدمها بالفعل.
وأوضح أن هدف الاحتلال من هذه العمليات هو شقّ طرق عسكرية عريضة داخل المخيم، وتفتيته إلى مربعات سكنية يسهل السيطرة عليها أمنيًا وعسكريًا، وتحويله إلى منطقة مفتتة، خالية من الكثافة السكانية التي تشكّل تحديًا دائمًا لمنظومة الاحتلال.
كارثة إنسانية جديدة تلوح في الأفق
وبيّن سلامة أن كل بناية من المباني المستهدفة تضم ما بين 3 إلى 4 شقق، تسكنها عائلات فلسطينية، مما يعني أن الخطة ستؤدي إلى تهجير نحو 400 عائلة جديدة، تُضاف إلى أكثر من 25 ألف نازح يعيشون حاليًا في القرى والبلدات المحيطة بطولكرم بسبب الهدم المتواصل.
وقال إن الاحتلال يهدف أيضًا إلى تقليل عدد سكان المخيم تدريجيًا عبر هدم منازلهم دون توفير أي بدائل، مؤكدًا أن غالبية السكان باتوا مهجّرين ومشتتين خارج حدود المخيم.
المخيمات الفلسطينية هدف دائم
ويرى مراقبون أن ما يجري في مخيم طولكرم ليس استثناءً، بل جزء من سياسة إسرائيلية تهدف إلى القضاء على المخيمات الفلسطينية التي تمثّل شاهدًا حيًا على النكبة، وورقة سياسية وإنسانية تطالب بحق العودة.
وأكد سلامة أن 'الاحتلال يستطيع أن يغيّر الجغرافيا، لكنه لا يستطيع أن يمحو التاريخ أو يوقف المطالبة بالحق الفلسطيني.'