بيروت ـ خلدون قواص

السياحة الثقافية الدينية في لبنان هي مقصد كل مغترب ومقيم في الوطن على حد سواء، بحيث يتدفق الزوار على مدار السنة لزيارة المواقع الدينية، وتعريف السائح على معالم سياحية جديدة، تحكي قصة الإنسان اللبناني المجاهد والملتزم بقضايا وطنه، وتعزز ثقافة الالتزام بالقيم الدينية والإنسانية السامية.

لبنان النموذج الذي يتغنى بتنوعه الطائفي وبتراكم إرثه التاريخي، لذا كانت السياحة الثقافية الدينية فيه رسالة يتمسك بها اللبنانيون للحفاظ على هذا التنوع السامي الذي هو أيضا مصدر ثروة مادية ومعنوية للبنان، ودورة اقتصادية مساعدة للدولة في دعائم الأنشطة السياحية.

الوزارات المعنية في الحكومة تفعل الحركة السياحية بكل مناسباتها وعلى مدار السنة، وتعزز نشاطاتها لاستقطاب السائحين في مجالات عدة، منها السياحة الثقافية الدينية للاطلاع على الأماكن التي تعني الكثير للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، ويقتصر زوارها على المستوى المحلي والخارجي في إطار جولات سياحية.

وقد بدأت بتأهيل الطرقات المؤدية إلى المواقع السياحية وتحسينها في مختلف المناطق لتسهل على المواطن والسائح على حد سواء زيارة الأماكن الدينية في لبنان، التي تعد مصدر إيماني ومعرفي والعودة إلى التاريخ في لحظات توفرها له هذه المواقع التي هي بحاجة إلى تطوير وتحسين، للدلالة على أهمية هذا البلد الذي مر بمراحل تاريخية عدة واستطاع أن يحافظ على هويته العربية التراثية والدينية.

أماكن عدة على امتداد الساحل والمناطق المتوسطة الارتفاع وصولا إلى الجبال. سيدة لبنان في حريصا، وضريح شربل مخلوف في عنايا (جبيل)، ورفقا في جربتا (البترون) والحرديني في كفيفان (البترون)، إلى أديرة مسيحية وكنائس عدة بينها كاتدرائية يوحنا مرقص في جبيل، التي تقع إلى جانب مسجد السلطان عبدالحميد الثاني، ومن الأمكنة الإسلامية جامع محمد الأمين في وسط بيروت الذي بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفن بجوراه وافتتح لاحقا.

ومن المعالم أيضا دار الطائفة الإسلامية الشيعية في الحازمية ودار الفتوى في عائشة بكار بالعاصمة بيروت، ومساجد قديمة في وسط العاصمة احتفظت برونقها التاريخي بعد ترميمها من قبل متبرعين عرب وكويتيين تحديدا (في وسط بيروت شارع ويغان).

الزوار من مختلف الطوائف، ويراعون حرمة المقامات. يتجولون مستكشفين التاريخ، في بلد اشتهر بتنوع ابنائه وشكل المتنفس لموزاييك الطوائف تحت راية أرزته الخضراء.