لايف ستايل
موقع كل يوم -في فن
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
لا يحمل ريشة، ولا يعرض لوحاته في جاليري، لكنه فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أحمد السمالوسي، صانع المحتوى الزراعي الذي تجاوز حدود التعليم والإرشاد، ليُقدّم تجربة فنية مكتملة الأركان، بطلتها الطبيعة، وخامتها التراب، وألوانها ضوء الشمس وماء المطر.
من أول لقطة يفتح بها أحمد كاميرته على كتكوت يخرج من بيضته، أو بذرة تُنبت في تربة رطبة، تدرك أنك أمام “مخرج بيئي”، لا يُصوّر من أجل المشاهدة، بل يصنع مشهداً يبعث الإحساس ويستحضر دهشة البدايات.
مشاريعه الزراعية ليست مجرد إنتاج، بل “مشاهد تشكيلية حية”. البقرة تأكل من العلف في إيقاع بطيء كأنها تعزف على وتر الهدوء، والبط يمر في خط أفقي أشبه بضربات فرشاة في لوحة انطباعية، والأطفال الذين يتابعونه، لا يتلقّون معلومة فقط، بل يتذوقون الجمال.
في زمن يركض خلف الاستعراض، اختار السمالوسي أن يعود بنا إلى الجذر، إلى الحياة كما هي، دون مؤثرات اصطناعية. لكن المفارقة أن ما يقدّمه أبهر الناس أكثر من أي مؤثر، لأن فنه نابع من صدق، وتكوينه البصري ابن اللحظة، لا السيناريو.
أحمد السمالوسي فنان. لا لأنه يزرع، بل لأنه يرى الزراعة بعين الفنان. يقدّم فنًا حيًا، يتغيّر كل صباح، ويتنفس في كل موسم، ويروي في كل فيديو قصة جديدة عن الأرض والحياة والإنسان.