يتوقع مصدر ديبلوماسي عربي ان يكون ملف لبنان حاضراً في لقاءات الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع كبار المسؤولين في جولته الخليجية، التي تبدأ بعد ايام وتشمل المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر، من ضمن المواضيع والملفات المهمة المطروحة ، انطلاقاً من اهتمام الدول المذكورة بانهاء ذيول الحرب الاسرائيلية على لبنان، والتشديد على ضرورة التزام اسرائيل بتطبيق كامل لوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار١٧٠١، وسحب ما تبقّى من قواتها من النقاط الاستراتيجية ، التي ماتزال تحتلها في الجنوب ، وتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية.

ويلفت المصدر الى ان زيارة الرئيس الاميركي الخليجية، تشكل فرصة مهمة ومؤاتية لإثارة ملف الوضع اللبناني من جوانبه كافة، وشرح مواقف الدول الخليجية الثلاث من تطورات الاوضاع بالمنطقة، ومن ضمنها ما يحدث في لبنان، وتأثيره على الاوضاع في الدول العربية عموما، والمخاطر المحتملة اذا بقي التدهور مستمرا على حاله، وضرورة التحرك الاميركي السريع لدى اسرائيل، نظرا للدور الفاعل الذي يمكن ان تقوم به واشنطن، لكبح جماح التصعيد العسكري الاسرائيلي، والضغط على اسرائيل، لإتمام انسحاب جيشها الكامل من الاراضي اللبنانية، وازالة كل مسببات التوتر وردود الفعل السلبية، وتدهور الاوضاع نحو الاسوأ.

ويشير المصدر الى ان هناك قناعة، انه من دون قيام الولايات المتحدة الاميركية، بتحرك ضاغط على اسرائيل، لإرغامها على استكمال سحب الجيش الاسرائيلي من لبنان، يستحيل تهدئة الاوضاع في المنطقة، ومنع استغلالها من الاطراف والدول التي تتخذ من لبنان ساحة لمدِّ نفوذها وتحقيق مصالحها، كما فعلت ايران على وجه الخصوص خلال السنوات الماضية، من خلال حزب الله، والخشية من تمدد التدهور الحاصل نحو مناطق ودول مجاورة اخرى، واكثر من ذلك، يصعب حل سلسلة الازمات التي تعصف بلبنان، لا سيما منها الازمة المالية والاقتصادية، التي يواجها منذ سنوات.

ويشدد المصدر على اهمية طرح الملف اللبناني في المحادثات الخليجية مع الرئيس الاميركي، ليس من زاوية الضغط على اسرائيل لإنهاء انسحابها من لبنان فقط، بل لإزالة كل العوائق التي تعترض المباشرة باطلاق عملية اعادة اعمار ما هدمته الحرب والاعتداءات الاسرائيلية، والدور الذي يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة للمساعدة مع حلفائها واصدقائها، لتأمين المساعدات المالية اللازمة لتمويل هذه العملية المكلفة، بما يساعد لبنان في تسريع خطى التعافي والنهوض نحو الافضل.