اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
مع احتدام الحرب في غزّة للعام الثاني على التوالي، شكّل خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة محطةً أساسيةً عكست إصرار تل أبيب على المضي في العمليات العسكرية حتى استسلام حركة حماس وعودة الأسرى، في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط الأميركية، ولا سيما من الرئيس دونالد ترامب، لوقف الحرب عبر خطة سلام جديدة من 21 بندًا تهدف إلى إنهاء الصراع وإعادة إعمار القطاع ضمن تسوية شاملة برعاية دولية.
وفي التفاصيل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أنّ إسرائيل لن توقف الحرب في غزّة الآن، قبل عودة كافة الأسرى. وقال: 'يجب أن ننهي مهمتنا في غزة'، مضيفًا أن الحرب ستتوقف باستسلام حماس وتسليم المحتجزين. وشدّد على أنّ 'الاعتراف بدولة فلسطينية بمثابة انتحار لبلاده'.
وقال نتنياهو خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة: 'إنّ بقايا حماس لا تزال في غزّة'، مردفًا: 'نعمل على محو نظام حماس'.
وتابع: 'لن نتوقف عما نفعل في غزّة حتى عودة الرهائن'.
وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنّ 'على حماس الاستسلام وتسليم السلاح والرهائن الآن'، لافتًا إلى أنه إذا وافقت الحركة على ذلك فستتوقف الحرب الآن. وأضاف أنه 'بعد استسلام حماس سيكون لإسرائيل دور أمني في غزّة'.
وأوضح أن حماس هي من أجبرت المدنيين على البقاء في وجه الخطر، لافتًا إلى أنّ الحركة تستخدم المدنيين كدروع بشرية.
كذلك، أعلن أن إسرائيل تتخذ مزيدًا من الإجراءات لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة.
وقال نتنياهو إنّ حماس هي المسؤولة عن الجوع في غزة، مضيفًا أن الحركة تسرق المساعدات المخصّصة للمدنيين، في حين رفض تهمة الإبادة الجماعية في غزّة.
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الفلسطينيين لا يريدون حلّ الدولتين بل 'يريدون دولة على حساب إسرائيل'. وأضاف أن 'الفلسطينيين كانت لديهم دولة في غزّة فهاجمونا'.
أما عن الدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين، فوصف قرارها بـ'المشين'.
كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه 'ضرب من الجنون'. وأكّد في رسالة للدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين أنّ إسرائيل لن تقبل هذا القرار.
أضاف أنه سمع وعودًا بإصلاح السلطة الفلسطينية لكن ذلك لم يتحقّق. وتابع أنّ 'قرار رفض الدولة الفلسطينية ليس لحكومتي وإنما لشعب إسرائيل'. ومضى قائلاً إنّ زعيم حماس السابق في غزّة، يحيى السنوار، 'أطلق العنف ضدّ إسرائيل'.
في سياقٍ آخر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ومستشاره السابق جاريد كوشنر أوضحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهتمّ بإنهاء الحرب في قطاع غزّة.
وأشارت الهيئة إلى أنّ إسرائيل أبدت استعدادها لمنح حصانة لقادة حركة حماس وعدم التعرّض لهم في حال التوصل إلى صفقة محتملة.
كما نقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي أنّ الضغط من الرئيس ترامب على نتنياهو لوقف الحرب قد تزايد بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة.
على صعيدٍ متصلٍ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مناقشات مثمرة للغاية مع دول المنطقة من أجل التوصل إلى اتفاق في قطاع غزّة يُنهي الحرب المتواصلة منذ سنتين.
وكتب عبر منصة 'تروث سوشيال'، أمس الجمعة: 'نجري مناقشات ملهمة ومثمرة للغاية مع دول الشرق الأوسط بشأن غزّة. لقد بدأت مفاوضات مكثّفة منذ أربعة أيام، وستستمر طالما لزم الأمر من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح ومكتمل'.
كما أوضح ترامب أن جميع دول المنطقة منخرطة في هذه المفاوضات، وأنّ إسرائيل وحركة حماس على علم بالمحادثات، مبيّنًا أن المحادثات ستستمر طالما كان ذلك ضروريًا من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح ومكتمل.
وأردف: 'هناك قدر من النوايا الحسنة والحماس لتحقيق اتفاق… الجميع متحمّس لوضع حد لهذه المرحلة من الموت والظلام'، مضيفًا: 'إنه لشرف لي أن أكون جزءًا من هذه المفاوضات'.
وختم ترامب: 'يجب أن نعيد الرهائن، وأن نحقق سلامًا دائمًا ومستقرًا'.
خطة من 21 بندًا
وكانت الولايات المتحدة كشفت، في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء العالم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك هذا الأسبوع، عن خطة سلام في الشرق الأوسط من 21 بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرّة منذ نحو عامين في قطاع غزّة.
وتنص تفاصيل الخطة الأميركية على إنهاء الحرب فورًا في القطاع الفلسطيني مقابل إطلاق سراح الرهائن، إضافةً إلى إطلاق سراح بين 100 و200 سجين فلسطيني من ذوي الأحكام المشددة.
كما تتضمّن خطة ترامب عرض العفو على حماس مقابل الخروج من غزّة وتسليم السلاح.
كذلك، تنصّ الخطة على إغلاق مؤسسة غزّة الإنسانية، وبالتالي إدخال المساعدات الإنسانية فورًا من دون قيود، على أن تكون هذه المسؤولية منوطة بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
كما تنصّ الخطة على انسحاب إسرائيلي تدريجي من كامل قطاع غزّة وصولًا إلى الانسحاب الكامل ضمن جدول زمني، وإنشاء ممرّات آمنة لسكان القطاع.
وتشمل الخطة الأميركية إعادة إعمار غزة خلال 5 سنوات من خلال ائتلاف دولي، في حين سيتم إنشاء قوة أمنية فلسطينية تُدير القطاع تحت إشراف عربي دولي.
كما تنصّ خطة ترامب للسلام في غزّة على تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة شؤون القطاع من قبل السلطة الفلسطينية، فيما سيتم تشكيل إدارة القطاع من قبل جهة دولية عربية بشكل موقت.
وأشارت الخطة إلى التزام أميركي بعدم ضمّ إسرائيل للضفّة الغربية.