تستعدّ مدينة جبيل لإستقبال تجربة رقمية غامرة، بعنوان 'الرحلة الكبرى للفينيقيين' The Grand Voyage of the Phoenicians، لتكون أول متحف تفاعلي من نوعه في لبنان في مبادرة رائدة تمزج بين الفن والثقافة والتكنولوجيا، بتنفيذ شركة HYBRID Xperience اللبنانية. وقد أُعلن عنها في مؤتمر صحافي، في مبنى بلدية جبيل، برعاية وزارة السياحة، بمسعى من النائب زياد حوّاط وبالتعاون مع بلدية جبيل. وحضر المؤتمر وزيرة السياحة لورا الخازن لحّود، النائب زياد الحواط، ممثل النائب سيمون ابي رميا مروان ملحمة، رئيس بلدية جونيه فيصل افرام، وحشد من رؤساء بلديات جبيل وفاعليات من المنطقة واعلاميين.

تقدّم هذه التجربة الغامرة، التي ابتكرتها ونفّذتها HYBRID Xperience ، رؤية جديدة لتاريخ لبنان البحري العريق من خلال عروض رقمية مذهلة وصوت ساحر وسرد قصصي مبتكر.

ولفتت لحود الى ان لبنان يشكل بقعة صغيرة إنما فَريدة على خريطة العالم، فهو ليس مجرد وطن، بل هو كتاب تاريخ مفتوح. واعتبرت أن 'حضارة الفينيقيين خصوصا هي جزء لا يتجزّأ من ذاكرتنا، ولا يمكن الحديث عن الفينيقيين دون تسليط الضوء على مدينة جبيل (بيبلوس) ، التي تستضيف هذا المشروع الهام، وهي إحدى أقدم المدن المأهولة بشكل مستمر في العالم، وهي الشاهد على العظمة الفينيقية'.

أضافت: 'نؤمن بأن تاريخنا هو من أغلى ثرواتنا، لذلك فإننا نتطلع دائما إلى دعم أي مبادرة كالتي نشهدها اليوم، والتي تهدف إلى تشجيع استمرارية الوعي بأهمية هويتنا التاريخية الأصيلة، وترسيخ موقع لبنان كمنارة للسياحة الثقافية بما يحمله من مقومات وثروات طبيعية وبشرية. إن هذا المشروع يمثل جانبا وطنيا ودوليا ومثالاً يحتذى به في ربط التراث بالابتكار.'

بدوره، أكّد رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزيف الشامي أن المشروع المزمع افتتاحه في العام 2026 يشكّل خطوة نوعية لتحويل هذا الإرث إلى تجربة حية وتفاعلية. وأوضح أنّه لا يقتصر على عرض قطع أثرية أو وثائق تاريخية، بل يهدف إلى استخدام أحدث التقنيات ليعيش الزائر قصة جبيل والفينيقيين، مما يتيح له إعادة إحياء المشاهد اليومية والرحلات البحرية الفينيقية.

وتابع الشامي: 'نعمل على أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق جديدة تجعل من جبيل متحفًا أثريًا مفتوحًا، فالإرث ليس مجرد ذكرى نفتخر بها، بل هو مسؤولية نسعى للحفاظ عليها من جيل إلى جيل.'

أمّا مؤسّس ومدير الإبداع في HYBRID Xperience، روي قزي، فرأى انّ 'هذا المشروع لا يتعلّق بالماضي فحسب، بل بكيفيّة قيادة لبنان لمستقبل الابتكار الثقافي، من خلال تجارب تمزج التاريخ والفن والتكنولوجيا بلغة عالمية واحدة.'

وأوضح أنّ المشروع هو تجربة تفاعلية ومغامرة رقمية تهدف إلى جعل الزائر يعيش القصة بكل تفاصيلها، فيتحوّل من مجرّد مشاهد إلى مسافر داخل عالم الفينيقيين، مشيرا الى انه يجمع بين الفن والتكنولوجيا والسياحة، بهدف إتاحة الفرصة للبنانيين والسيّاح لاختبار الحضارة الفينيقية من زاوية جديدة معاصرة، مبتكرة، وملهمة. وشكر قزّي النائب حوّاط على تعاونه في تحويل هذه الرؤية إلى واقع.

سيخوض زوّار The Grand Voyage of the Phoenicians رحلة متعددة الحواس عبر العصور، يشاهدون خلالها عبقرية الفينيقيين ومسارات تجارتهم وتأثيرهم الثقافي عبر البحر الأبيض المتوسط، اذ تهدف هذه التجربة إلى إحياء الفخر الوطني وجذب الاهتمام العالمي إلى قطاع السياحة الإبداعية في لبنان.

ومن المتوقع أن يتحوّل هذا المعرض التفاعلي إلى معلم ثقافي دائم، يحوّل مدينة جبيل إلى مركز للسياحة الغامرة والاستكشاف الفني على أن يُفتح أمام الجمهور في ربيع العام 2026.