حلّ رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه ضيفاً على الإعلامية سمر أبو خليل في برنامج 'هيدا أنا' عبر قناة الجديد، فكانت مقابلة أكثر من رائعة، ليس في مضمونها السياسي فحسب، بل في ما عكسته من صفات شخصيّة وأخلاقية نعرفها جيداً ولمسناها جيداً على مدى تاريخه السياسي وتجسّدت بالامس بوضوح في كل إجابة وكل موقف.

هذه المقابلة لم تُظهر فرنجيه السياسي فقط، بل أبرزت سليمان فرنجيه الإنسان الذي يحمل داخل شخصيته مزيجاً نادراً من الهدوء، والصدق، والأصالة، والثبات على المبادئ الى تلك الروح الواثقة التي لا تتكلّف ولا تتصنع، مع القدرة على الكلام بشفافية كاملة من دون لفّ أو دوران، وهي صفات قلّما يجتمع الكثير منها في رجل واحد.

بالفعل ان رئيس تيار المرده رجل نبيل بكل ما للكلمة من معنى وهذا لمسه ويلمسه كل يوم

من يتابع مسيرته ومواقفه. فالنبيل، في اللغة والمعنى، هو الرجل الذكي، الشريف، الأصيل الخلق، الرفيق، والكريم الذي يمتلك قدرة فطرية على إصلاح الأمور العظيمة بحكمة واتزان. والنبيل أيضاً هو صاحب الاصالة والفصاحة والفطنة والشهامة، وهو ما تجسّد بدقة في شخصية فرنجيه خلال المقابلة وما يتجسد دائماً في مواقفه عند كل مفترق.

من خلال حديثه، ظهر جليّاً ذلك المزج بين الصراحة والصلابة، وبين الرقيّ والتواضع، وبين الثبات على الخط السياسي والإحساس العميق بالناس وبهمومهم. كانت إجاباته هادئة ولكنها حاسمة، بسيطة ولكنها عميقة، مباشرة ولكنها راقية في الأسلوب والمقاربة.

ما يميّز ابن مدرسة وطني دائماً على حق أنه لا يفصل بين السياسة والإنسان، فخلف المواقف السياسية رجل يحمل قلباً صادقاً ومبادئ لا تتبدل بتبدل الظروف، همه الناس والوطن، نبيل في تحالفاته وصداقته يعمل وفق القيم التي تربّى عليها، فباتت هذه المفاهيم اسلوب حياة وليست شعارات ترفع في الاستحقاقات كما عند البعض في لبنان.

ظهر سليمان فرنجيه مع الاعلامية سمر ابو خليل، المحاورة البارعة، على طبيعته: ثابت، واثق، وفيّ، لا يساوم على كرامته ولا على صدقه، ولا يترك مجالاً لأي التباس حول ما يؤمن به.

'في هيدا انا' لم يظهر سليمان فرنجيه كزعيم فقط بل ظهر رجلاً نبيلاً بكل ما تحمله النبالة من معنى سامٍ وهذا ما نحن بأمّس الحاجة الى امثاله في هذه الايام الصعبة.