اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
كان سرطان الزائدة الدودية يُصنَّف لسنوات طويلة كأحد أندر الأورام، حتى أن كثيراً من الأطباء لا يصادفونه إلا مرة أو مرتين خلال مسيرتهم المهنية، وغالباً لدى كبار السن. غير أن دراسات حديثة تكشف عن اتجاه مقلق: تزايد حالات الإصابة، مع تسجيل نسب لافتة بين أشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات وحتى في أعمار أصغر.
الزائدة الدودية، وهي جيب صغير متصل بالأمعاء الغليظة، تُعرف عادةً بالتهابها الحاد، لكن يمكن أن يتطور فيها ورم خبيث دون أن يُكتشف مبكراً. وتشير دراسة حديثة إلى أن عدد الحالات ارتفع بشكل ملحوظ لدى من وُلدوا بعد سبعينيات القرن الماضي. ورغم أن المرض ما زال شديد الندرة (لا يصيب سوى بضعة أشخاص من كل مليون سنوياً)، إلا أن الأبحاث توضح أن نسب الإصابة تضاعفت ثلاث إلى أربع مرات بين الأجيال الأصغر مقارنة بالكبرى.
تكمن خطورة هذا السرطان في صعوبة تشخيصه، إذ غالباً ما يمر بلا أعراض واضحة. آلام خفيفة في البطن، انتفاخات أو تغيرات في حركة الأمعاء قد تبدو أعراضاً عابرة، وغالباً لا يُكتشف المرض إلا بالصدفة بعد إجراء عملية الزائدة، وهو ما يقلل من فرص التدخل المبكر. ونظراً لندرته، لا توجد حتى الآن برامج فحص روتينية، كما أن الوسائل التصويرية المعتادة لا تعطي دلائل قاطعة.
ويرى الباحثون أن هذه الزيادة بين الشباب تندرج ضمن نمط أوسع يشمل أيضاً ارتفاع معدلات سرطان القولون والمعدة. وتُطرح عدة تفسيرات محتملة، منها العوامل الوراثية، أنماط الحياة الحديثة، التلوث البيئي، والتغيرات في بكتيريا الأمعاء. ويُشتبه بشكل خاص في أن الاستخدام المتزايد للمضادات الحيوية قد يخلّ بالتوازن الميكروبي في الأمعاء، ما قد يسهم في رفع المخاطر، رغم أن هذا الرابط لم يُثبت بعد بشكل قاطع.
وينصح الأطباء باتباع أسلوب حياة صحي يعتمد على الغذاء المتوازن، النشاط البدني المنتظم، الحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين والإفراط في الكحول. ورغم أن هذه الخطوات لا تشكل ضمانة مطلقة ضد الإصابة، إلا أنها تعزز الصحة العامة. في الوقت نفسه، يواصل الباحثون العمل على فهم أسباب هذا الارتفاع الغامض بين الأجيال الشابة، بهدف تطوير وسائل أفضل للكشف المبكر وخيارات علاجية أكثر فعالية.