اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٥ أذار ٢٠٢٥
بزينة خجولة وغياب مظاهرِ الفرح، تستقبل المخيمات الفلسطينية في لبنان شهر رمضان المبارك، ويشكو أبناءُ المخيمات، مثلَ أقرانِهم اللبنانيين، من تفاقم الأزمة المعيشية وانهيار قيمة العملة الوطنية والغلاء، حيث ترتفع الأسعار تلقائياً، لتجعل حصولهم على الكثير من المواد الغذائية صعباً أو بعيد المنال. وقد بدأت بعض أصوات الناشطين الاجتماعيين على مواقع التواصل الاجتماعي تُحذّرُ من مجاعة أو انفجار اجتماعيّ وشيك.
في عين الحلوة، يحرصُ أبناؤه على إظهار معالم رمضان بزينة خجولة وبمبادرات فردية تتجلّى بوضوح في سوقِ الخضار، وبإقامة شعائره الدينية، ولا سيّما منها إقامة صلاة التراويح بعد العشاء، وقيام الليل، ورفع الدعاء إلى الله.
ويقول حسين حجير لـ'نداء الوطن': 'إن أبناءَ المخيم يعانون أصلًا من الفقر المدقع، وقد حلَّ شهر رمضان ليزيد من المعاناة'، مشيراً إلى 'غياب صحن الفتوش الذي يرافق هذا الشهر الفضيل، حيث بات علامة فارقةً في المنازل، لأنَّ كُلفته كبيرة وتفوق القدرة على تأمينه يومياً، ناهيك عن أنَّ العائلات باتت تعتمد على صنف واحد من الطعام وبكميات قليلة جداً'.
وتؤكّد نسرين الخطيب 'أنَّ الغلاء طال كلّ مستلزماتِ الطبقِ اليومي، فالخَسّة باتت بـ70 ألف ليرة، وكيلو البندورةِ بـ100 ألف، والخيار بـ 150 ألف تقريباً، مشيرةً إلى أنّ العائلات باتت تعد طبختها ليومين متتاليين للتوفير في المصروف، وبلا صحن الفتوش أو الشراب في غالب الأحيان. إنها أزمة طاحنة تفتك بنا، ولا أحد يسمع النداء أو يستجيبُ لمطالبنا، نريدُ أن نعيشَ بكرامة ريثما نعود إلى بلدنا الأمّ، فلسطين'.
داخل سوق الخضار، تتداخل أصوات الباعة، كلّ يُنادي على بضاعته، فالحركة فيه مقبولة وناشطة، بعدما كانت قبل سنواتٍ كثيفةً ولا تهدأ. ويقول عضو لجنة سوق الخُضار منير سرية: 'إنَّ ارتفاعَ الأسعارِ ليس سببه تلاعب التجّار، وإنّما يعود إلى مصادر التوريد الخارجية التي تؤثّرُ على تكاليف السلع'، أضاف: 'نسعى جاهدين إلى إقناع التجار بتخفيضِ الأسعارِ قدرَ الإمكان، وفقَ مبدأ البيعِ بكمياتٍ أكبرَ مقابل هامش ربح أقل، في محاولةٍ للتخفيفِ من معاناةِ الأهالي داخل المخيم'.
ولفت سرية إلى التراجعَ الملحوظَ في حركةِ السوقِ داخلَ المخيم، لافتًا إلى أنَّ المشهدَ اليومَ يختلفُ عن الأعوامِ السابقة، حيث لم يعد الإقبال على الشراء كما كان، بل باتَ الناسُ يكتفونَ بالتجوّلِ من دونَ شراءِ الكثير، وهو ما يعكسُ الأزمة المعيشية الخانقة التي يعانيها اللاجئون.
وفي مقابل هذه المعاناة، تزدادُ في شهر رمضان المبادرات الفردية لمساعدة الفقراء، على قاعدة التكافل الاجتماعي، طالما أنَّ الشهر هو للخير والرحمة.