ذكرت مصادر اجنبية في متابعة دقيقة لأداء الماكينات الانتخابية خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، تبيّن بشكل واضح أن حركة أمل التي يرأسها نبيه بري 'رئيس المجلس النيابي' تمتلك الماكينة الانتخابية الأكثر تنظيمًا وفعالية على الساحة اللبنانية.

فقد رصدنا بنية لوجستية وإدارية دقيقة، حلقات تنسيق وقيادة متصلة، وحدات متخصصة بالتفاوض، وشبكة تنظيمية في القرى قادرة على الوصول إلى كل بيت، كل عائلة، كل جمعية، وكل طرف سياسي أو اجتماعي، بالإضافة إلى التنسيق المباشر مع دوائر الدولة، والالتزام بالنصوص القانونية، حيث انه لم يسجل ضدها اية مخالفة قانونية.

المفاجأة الكبرى كانت في يوم الانتخابات، حيث اعتمدت وزارة الداخلية اللبنانية على إحصاءات الماكينة الانتخابية لحركة أمل لمواكبة العملية الانتخابية، بعدما غطّت انتشارًا استثنائيًا في مختلف المناطق اللبنانية.

هذا الأداء غير المسبوق لم تقترب منه أي ماكينة انتخابية أخرى، بما في ذلك تلك العائدة لحزب الله أو القوات اللبنانية، اللذين لطالما اعتُبرا من بين الأكثر تنظيمًا. أما بقية القوى، فبقيت تتابع مجريات العملية الانتخابية عبر شاشات التلفزة التي استندت بمعظم تقاريرها إلى أرقام ومعطيات من ماكينة أمل.

أداء استثنائي، وتجربة أصبحت نموذجاً يُحتذى به في التنظيم الانتخابي في لبنان من حزب تخطى عمره الخمسون عاماً.