شهدت مدن إيطالية عدة، اليوم الجمعة، إضرابًا عامًا ومظاهرات حاشدة تضامنًا مع 'أسطول الصمود' الذي اعترضته البجرية 'الإسرائيلية' هذا الأسبوع أثناء توجهه إلى قطاع غزة، ما أدى إلى اضطرابات واسعة في وسائل النقل والموانئ، وأشعل موجة احتجاجات غير مسبوقة في البلاد.

وتجمّع عشرات الآلاف في العاصمة روما ومدن كبرى مثل ميلانو، تورينو، ترينتو، باري وباليرمو، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات مناهضة للحرب على غزة، وسط حضور نقابي بارز شمل الاتحاد العام للعمل (CGIL) واتحاد القاعدة النقابي (USB).

كذلك، شهدت ساحة محطة 'تيرميني' المركزية في روما تجمّعًا كبيرًا لأكثر من 10 آلاف متظاهر، ما أدى إلى تأخيرات في حركة القطارات وصلت إلى 80 دقيقة، بحسب مصادر في السكك الحديدية.

كما تعطلت حركة النقل العام في عدد من المدن، إلى جانب توقف عمليات الشحن في ميناء ليفورنو نتيجة مشاركة العمال في الإضراب.

في السياق، رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها 'أوقفوا آلة الحرب.. حرروا فلسطين'، فيما غنّى المشاركون في روما النشيد الإيطالي المقاوم 'بيلا تشاو' في مشهد وصفته وسائل إعلام محلية بـ'غير المسبوق' من حيث حجم التعبئة الشعبية ضد الحرب على غزة.

وجاءت هذه التعبئة ردًا على اعتراض بحرية العدو 'الإسرائيلي' لأسطول مكوّن من 42 سفينة تقلّ أكثر من 400 ناشط، بينهم نحو 40 إيطاليًا و4 برلمانيين، اثنان منهم أعضاء في البرلمان الأوروبي.

كما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن السلطات 'الإسرائيلية' أفرجت عن البرلمانيين، ومن المقرر وصولهم إلى روما مساء اليوم.

من جهتها، اتهمت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، ماوريتسيو لانديني الأمين العام لنقابة 'سي جي آي إل'، بالسعي إلى الدعاية، واصفةً الإضراب بأنه 'يوم آخر من الكسل قبل نهاية الأسبوع'، وأضافت أن 'إغلاق العيادات في إيطاليا لن يُسهل الأمور على أطفال غزة الجائعين'،على حد تعبيرها.

ورغم الانتقادات الحكومية، أصرّ منظمو الإضراب على أنه يأتي في إطار التضامن الإنساني والدفاع عن القيم الديمقراطية، مؤكدين مواصلة التحركات الشعبية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.