كل المشاهد الداخلية والإقليمية مدعاة للقلق اللبناني. فالجميع يراقب تداعيات معارك لا بل حرب السويداء ودلالاتها، فيما ترسم الجماعات اللبنانية على اختلافها الهواجس والمخاوف. وفي وقت لا يزال صوت العقل طاغياً على أركان هذه الطوائف، وفيما يسهر الجيش على الأمن محذراً من توتير الوضع كما أكد في بيانه الجمعة، فإن الإنفجار المجتمعي السوري سيبقى مطبقاً على تفكير اللبنانيين حتى توقفه.

والإشتباكات في السويداء كانت عادت لتحتدم مع نفض السلطة السورية يدها مما يحصل، وتركت للعشائر العربية أن تقود من مدن سورية عدة، حملة جديدة. وكانت المعارك استقرت على تخوم السويداء مساء الجمعة، في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الإسرائيلية غاراتها على الأرتال المهاجمة.

في هذا الوقت، يتجاذب الوجدان الدرزي اللبناني اتجاهان. الأول يدعو لاستمرار المواجهة بكل السبل، ويمثله رئيس تيار 'التوحيد العربي' وئام وهاب الذي فجّر كل المكنونات في مقابلته على تلفزيون 'الجديد' صباح الجمعة، ومستحضراً دور الدروز في الدفاع عن العرب والمسلمين، فيما يلقون جزاءً مختلفاً.أما الإتجاه الثاني فمهادن، ويمثله الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي أعاد التشديد على العلاقة العضوية بين السويداء وسوريا، وبالتالي عدم الإنفصال عن الوطن والدولة. وفي لقاء درزي جامع في دار الطائفة في فردان، كان شيخ العقل سامي أبي المنى يدعو الدولة السورية لاحتضان جميع مواطنيها.وقد اكد أبي المنى أن الدروز والسُنّة إخوة ولا يقبلون التطرف مديناً 'الاعتداء على اخواننا اهل السنة من البدو'، وداعياً لصيانة اتفاق وقف اطلاق النار.وفيما ترتفع بعض الأصوات المتشنجة في الطائفتين الدرزية والسنية، كان صوت العقل حاضراً الجمعة في اتصال بين المفتي عبد اللطيف دريان والشيخ أبي المنى، أكدا فيه على عمق العلاقة بين الطائفتين وضرورة نبذ الفتنة.

وعلى الخط الداخلي، يتحضر لبنان الرسمي لعودة ثالثة للموفد الأميركي توم براك، ومناقشة رد بلاده على الورقة اللبنانية، وسط أمل من السلطات اللبنانية في إيجاد مساحة مشتركة تتمثل في حل للسلاح في شكل متدرج بعيداً من التشنج والتحريض.

إلى ذلك، سيكون لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كلمة في عشاء هيئة قضاء بعبدا في التيار ليل الجمعة، وكذلك السبت في مؤتمر بلدي جامع ينظمه التيار لمتابعة العمل على ملفات النزوح السوري واللامركزية والتنمية.