اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
الرياضة اليوم ليست في خطر من ضعف الإمكانات أو شُحّ الموارد، بل يأتي الخطر من هؤلاء الذين يجلسون في مقاعد الإتحادات والأندية الناعسة، بلا رؤية ولا وعي، يرفعون الشعارات الفارغة ويبيعون الأوهام.
إنهم بلا بصيرة، من أصناف الذين يرون في الرياضة سلّماً للوجاهة الإجتماعية، لا رسالة سامية ولا مشروعاً وطنيًا.
فاقدو البصيرة يفاخرون بمناصبهم أكثر ممّا يفاخر الرياضي بإنجازه... يحضرون المؤتمرات لإلتقاط الصور، ويعقدون الإجتماعات لتوزيع الكلام المنمّق، لكنهم عند الإمتحان يختفون كما يختفي الدخان في الهواء، والنتيجة منتخباتهم بلا هوية، إتحاداتهم بلا خطط، وأنديتهم غارقة في الأزمات.
إن أخطر ما يرتكبه هؤلاء ليس فشلهم الإداري فقط، بل قتلهم المتعمّد لطموحات الشباب. فاللاعب عندهم مجرّد رقم في لائحة، والمدرّب أداة مؤقتة، والإنجاز لا يُقاس إلا بمدى ما يضيفه إلى رصيدهم الشخصي. إنهم يحوّلون الرياضة إلى مسرح هزلي، أبطاله اداريون فاشلون لا رياضيون حقيقيون.
الرياضة اللبنانية تستحق أفضل من وجوهٍ أكل الدهر عليها وشرب، وجوه تُعيد إنتاج نفسها كل دورة إنتخابية وهمية، وتمنع الكفاءات الحقيقية من التقدّم، فإلى متى نبقى أسرى مجموعة تُدير رياضتنا بعقلية المزرعة لا بعقلية المؤسسات؟
حان الوقت أن يُقال لهؤلاء بصوت واضح، كفى عبثًاً، فالملاعب ليست منصّات لتثبيت نفوذكم ولا المنتخبات مختبراً لتجاربكم الفاشلة. الرياضة لن تنهض إلا إذا خرج فاقدو البصيرة من المشهد، وفتح المجال أمام إداريين يملكون رؤية، أمثال الإتحادات والأندية الناشطة كما نتابع إنجازاتهم ونجاحاتهم، يخدمون الرياضة بصدق، لا بألسنة معسولة ووعود فارغة.
إن صبر الرياضيين المهمّشين والجمهور بدأ ينفذ، والمرحلة المقبلة لا تحتمل المسايرة. فإمّا إصلاح جذري يُقصي مَن أوصلونا إلى هذا الدرك، وإمّا إستمرار الإنحدار حتى نصحو على ما تبقى من إتحادات وأندية رياضية بلا روح ولا أمل. عبدو جدعون