هزّ انفجار ضخم ساحة الأمويين في وسط العاصمة السورية دمشق، نتيجة ضربة جوية إسرائيلية وُصفت بأنها من الأعنف منذ بداية التصعيد العسكري الأخير.

واستهدفت الغارات مواقع حساسة في قلب العاصمة، شملت مبنى رئاسة الأركان العامة، وزارة الدفاع، ومحيط القصر الرئاسي، في تصعيد غير مسبوق يطال أبرز مراكز القرار والقيادة العسكرية السورية.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، أنّ الغارات الجوية استهدفت 'قصر الرئاسة' ومبنى 'رئاسة الأركان السورية'، وهما من أبرز المواقع العسكرية والسياسية في دمشق.

وقال شهود عيان لوكالة 'رويترز' إنهم سمعوا دوي انفجار شديد في وسط المدينة، في حين أكد مصدران أمنيان للوكالة أنّ الضربة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، مشيرَين إلى أنّ القصف طال وزارة الدفاع السورية ومواقع تابعة لقوات الأمن.

بالتوازي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنّ 'الهجمات المؤلمة على سوريا بدأت'، في إشارة إلى مرحلة تصعيد عسكري مباشر تجاه مراكز القرار والقيادة العسكرية السورية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من اليوم نفسه استهداف مبنى رئاسة الأركان الواقع في ساحة الأمويين، وذلك ضمن سلسلة ضربات تشنها تل أبيب منذ أسابيع ضد مواقع عسكرية سورية، لا سيما في دمشق ومحيطها، بذريعة منع تهديدات من الأراضي السورية.

إصابات ودمار وسط دمشق

في السياق، أفادت وكالة 'رويترز'، اليوم الأربعاء، بسقوط قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية استهدفت مبنى وزارة الدفاع السورية في دمشق، في تصعيد جديد يُضاف إلى التوتر المتفاقم في الجنوب السوري، خصوصًا في محافظة السويداء.

وذكرت مراسلة 'العربية' أنّ الغارات تسببت بدمار في مبنى هيئة الأركان السورية، بينما أورد التلفزيون الرسمي السوري عبر 'تلغرام' أن القصف الإسرائيلي وقع قرب مبنى رئاسة الأركان في ساحة الأمويين بدمشق، في إشارة إلى تكرار استهداف الموقع نفسه خلال ساعات قليلة.

تعزيزات لزيادة الضربات على سوريا

وفي أول تعليق إسرائيلي عقب شنّ سلسلة غارات عنيفة ومكثّفة على دمشق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى أنّ 'رئيس الأركان الجنرال إيال زامير أوعز بإرسال تعزيزات إضافية لوسائل جمع المعلومات والاستطلاع ووسائل هجومية إلى جانب الدفع بقوات إضافية إلى القيادة الشمالية لزيادة وتيرة الضربات ووقف الهجمات ضد الدروز في سوريا'.

أضاف في منشور عبر منصة 'إكس': 'يلتزم الجيش الإسرائيلي بتحالف عميق مع إخواننا الدروز، حيث يقوم بمهاجمة أهداف في أنحاء سوريا لحمايتهم في منطقة السويداء وجبل الدروز وكل مكان يتطلب ذلك'، معلناً أنّه 'سيتم تعزيز المنطقة الخاضعة لمسؤولية الفرقة 210 بمزيد من القوات وفي المواقع الموجودة في المنطقة الأمنية الأمامية'.

واعتبر أدرعي أنّ 'اجتياز السياج إلى سوريا من دون سيطرة يُعرّض الدروز وقوات جيش الدفاع للخطر ويجب أن يتوقف فوراً'.

نتنياهو: لا تعبروا الحدود!

من جانبه  رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الوضع في السويداء وجنوب غربي سوريا خطير للغاية، الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو وقوات أخرى يعملون حاليا في الميدان.

وختم مؤكداً أننا “نعمل من أجل إنقاذ إخواننا الدروز والقضاء على ميليشيات النظام، أقول لكم (للدروز) لا تعبروا الحدود، أنتم تعرضون حياتكم للخطر وقد تُقتلون أو تختطفون، أقول لكم إن دخولكم لسوريا يضر بجهود الجيش الإسرائيلي، لذلك عودوا إلى منازلكم ودعوا الجيش يعمل”.

مشاهد مروّعة

كما وثقت الفيديوهات المشاهد المروّعة من قلب دمشق، وأظهرت لحظة الاستهداف المباشر والانفجارات التي هزّت مباني وسط العاصمة، وسط تصاعد أعمدة الدخان.