اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٤ نيسان ٢٠٢٥
حصلت 'نداء الوطن' على معلومات تشير إلى وجود اتصالات لمحاولة التوافق على اسم الدكتور خلدون الشريف كرئيس لبلدية طرابلس، وأن الأمور في بلغت مراحل متقدمة، لكن هناك بعض التفاصيل لا تزال قيد البحث، وإن تعرقلت فمن شأنها نسف المبادرة برمّتها.
هذه المبادرة كانت قد انطلقت على خلفية إجماع الأطراف السياسية الفاعلة والمؤثرة على إنتاج توافق جامع يجنّب عاصمة الشمال حصول انقسامات عامودية ومعارك جانبية ترخي بثقلها على المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان. وكان البحث جارياً عن شخصية يمكنها قيادة هذا المسار التوافقي إلى بر الأمان، وتحظى بقبول كبار اللاعبين والعرابين في ظل الاعتراضات المتبادلة على الأسماء والصيغ المطروحة.
وغداة إعلان كل جهة على حدى تخلّيها عن دعم هذا الاسم أو ذاك، بالتوازي مع تمسّكها بالتوافق، بدأ الشريف بطرح نفسه كشخصية توافقية يمكنها قيادة هذا المسار، وظهر ذلك في مواقفه التي أعلنها في هذا الاتجاه عبر سلسلة من التغريدات على منصة 'أكس'.
والشريف شخصية معروفة في الأوساط الطرابلسية، لديه تجربة طويلة في العمل السياسي وعمل مع الرئيس عمر كرامي الذي رشحه على لائحته للانتخابات النيابية عام 2009. انتقل بعدها إلى فريق الرئيس نجيب ميقاتي الذي عينه مستشاراً سياسياً له إبان ترؤسه الحكومة بين عامي 2011 – 2013، ورئيساً لـ 'لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني' في الوقت نفسه. وفي السنوات الأخيرة بدأ العمل مع الجمعيات والمنظمات الأوروبية.
بعيْد انطلاق النشاط الفعلي للانتخابات البلدية والاختيارية، قاد مبادرة للتوافق بين مختلف الأطراف الطرابلسية للتوافق على اسمه، وزار نواب المدينة وقياداتها، إلا أنه عاد وأنكفأ بعدما تلمس صعوبة إنضاج هذا الطرح في ظل تمسك كل طرف بصيغ متباينة، وترشح شقيقته التي تدير جمعية 'رواد التنمية' على متن لائحة حاولت الفوز بـ 'قميص' التوافق، مما أدى إلى حصول خلافات بينهما.
بكافة الأحوال، الهدف من التوافق هو إيصال مجلس بلدي منسجم بقيادة شخصية قادرة على ضبط إيقاع التوازنات الهشة والمتغيرة. بيد أن مطامع بعض السياسيين وتغليبهم المصلحة الفردية من خلال الإصرار على النهج التحاصصي لا التشاركي لضمان الغلبة داخل المجلس البلدي قد تفجر الطرح من أساسه وتعيد الأمور إلى المربع الأول.
فهل يستطيع الشريف تشكيل لائحة بلا محاصصة، أم أنه سيغرق في إرضاء السياسيين وينسخ التجارب السابقة من أجل الوصول إلى قصر بلدي عريق لا تزال آثار الحريق الذي طاله تطل على العابرين من حوله مانحة إياه رمزية مكثفة تختزل حقبة طويلة من عقم الإنتاجية وتشرذم النخب وانقساماتها المزمنة؟