بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين

يشهد الأسبوع الجاري محطات عدة في الداخل اللبناني، تتمحور في غالبيتها على الرد المتوقع على مطالب المبعوث الأميركي توماس باراك بشأن العد العكسي لتسليم السلاح، ضمن آلية واضحة وفق الورقة الأميركية، التي أطلق عليها اسم «الخطوة - خطوة» لجهة البت في مطالب متبادلة بين إسرائيل ولبنان برعاية الولايات المتحدة الأميركية.

وينشغل الداخل اللبناني في تحضير رد موحد، ويتم العمل عليه بين الرئاسات الثلاث. وفي هذا السياق جاءت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأول في عين التينة.

إلا ان الإيقاع اللبناني لا بد ان يرتفع توازيا مع الأحداث في المنطقة، وجرعات الدعم التي تعطى دوليا وعربيا لدول الجوار وبينها سورية. في حين ان إسرائيل تحظى بدعم كبير يقوم على إطلاق يدها والقيام بكل ما تراه مناسبا.

وليس سرا ان موقف لبنان الرسمي في وضع لا يحسد عليه، اذ يجهد أركان الحكم لتلبية مطالب المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ويعكفون في الوقت عينه على حفظ التوازن الداخلي بطمأنة البعض، مع العمل توازيا على بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، واستعادة قرار الحرب والسلم، وتثبيت الاستقرار النقدي بعيدا من «اقتصاد الكاش» الذي يتيح للجهات الخارجة عن الشرعية التغذية ماليا بعيدا من الرقابة.

سباق مع الوقت لا يزال مضبوطا على إيقاع الساعة اللبنانية لأهل الحكم، على الرغم مما يتعرضون له من ضغوط مغلفة بـ «نصائح بسرعة الاستجابة» للمطالب الدولية.

في أي حال، تتركز الأولويات اللبنانية في المرحلة الحالية على تأمين أوسع تفاهم داخلي لمطالب المجتمع الدولي من لبنان، إلى جانب التشدد في ضبط الوضع الأمني، وعدم جعل البلاد ساحة لتوجيه رسائل.

وتوقعـــــت مصــــادر مطلعــــة لـ «الأنباء» ان يتضمن الرد اللبناني تفاوضا حول آليات التنفيذ و4 مطالب تلقاها أركان الدولة من «الحزب» وهي: الانسحاب الإسرائيلي حتى الحدود الدولية، ووقف الغارات التي تستهدف أفرادا بشكل يومي وفي مناطق مختلفة، وإطلاق الأسرى، إضافة إلى القضية التي تشغل الكثير وهي إعادة الإعمار.

وبعيدا من السجالات السياسية القائمة، يدور نقاش حول آليات حل ضمن سلة متكاملة أو تجزئته بخطوة مقابل خطوة، ابتداء من اتخاذ القرار بجمع السلاح وتحديد آلياته ومواعيد هذا الإجراء، في مقابل الانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة المحتلة. وتتحدث معلومات عن نية إسرائيلية لتجزئة عملية الانسحاب من المواقع الخمسة، للإبقاء على أوراق الضغط، كما فعلت بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، والذي كان ينص على الانسحاب الكامل حتى الحدود الدولية ضمن مهلة 60 يوما. وقد جرى تمديد المهلة شهرا، لكن إسرائيل رفضت الانسحاب ثانية، على اعتبار ان استمرار الاحتلال لبعض المواقع الحدودية يجعلها تحتفظ بورقة ضغط في يدها، إضافة إلى استمرار السيطرة على هذه القرى المدمرة، وعدم السماح بأي عودة للحياة الطبيعية إليها قبل تحقيق المطالب.

وفي الشق الأمني، علمت «الأنباء» ان الأجهزة الأمنية تتشدد في ملاحقة مطلوبين والقبض عليهم، كما حصل في بلدة زبدين بالنبطية على أثر إشكال مسلح حصل في 25 يونيو في مخيمي صبرا وشاتيلا.

وأوقفت دورية من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، مطلوبين متورطين بالاشتباكات بين عصابات لترويج المخدرات، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى. وبعد عمليات رصد ومتابعة، نفذت دورية من مديرية المخابرات عمليات دهم في بلدة زبدين وأوقفت 3 أشخاص بينهم لبنانيان وفلسطيني.

وذكرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني في بيان، ان أحدهم «بادر خلال المداهمة وهو أحد أبرز المطلوبين بجرم الاتجار بالمخدرات، إلى إطلاق النار على الدورية فرد أفرادها بالمثل دون وقوع إصابات. وضبطت كمية كبيرة من المخدرات والأسلحة والذخائر الحربية».

وفي السياسة، يزور مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان العاصمة السورية دمشق يوم السبت المقبل، على رأس وفد يضم مجلس المفتين في لبنان وعلماء من دار الفتوى. ويلتقي الوفد رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع ومسؤولين، «في إطار تعزيز العلاقات وتطويرها وتفعيلها بين دار الفتوى ووزارة الأوقاف السورية»، بحسب مقربين من دار الفتوى.

وتأتي زيارة المفتي دريان بعد مواقف عالية النبرة لسماحته من مسائل داخلية تخص الطائفة.

وفي معلومات لـ «الأنباء» من مقربين من دار الفتوى «ان هدف الزيارة ديني وسياسي يقوم على تعزيز الثقة والتعاون. وستحمل في طياتها الكثير من الرسائل إلى الداخل اللبناني، من أهمية ضرورة حسن الجوار والاحترام المتبادل بين البلدين وخصوصا على الحدود وضبط كل أشكال التهريب».

وفي نشاط القصر الجمهوري، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون القائد الجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال الإيطالي الجنرال ديوداتو أباجنارا. وأكد له «أهمية استمرار عمل اليونيفيل إلى جانب الجيش في الجنوب لتطبيق القرار 1701 بمندرجاته كاملة»، مشددا على «ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس، لتمكين الجيش من استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دوليا».

وفي ساحة النجمة، ترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري أعمال الجلسة التشريعية.

وأقر المجلس مشروع القانون المعجل الوارد بالمرسوم 410 الرامي لمنح المتضررين من الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعض الإعفاءات من الضرائب والرسوم وتعليق المهل المتعلقة بالحقوق والواجبات الضريبية معدلا.

وكان نواب المعارضة أخفقوا في تعطيل الجلسة بإصرارهم على إدراج بند يتعلق بتعجيل قانون اقتراع المغتربين، اذ استمر حضور 68 نائبا داخل القاعة.

وإلى الجنوب أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن الطيران الإسرائيلي المسير شن غارة استهدفت محيط بلدة راميا في قضاء بنت جبيل، وقد شوهدت سحب الدخان في المنطقة.

وفي جانب آخر، تشهد مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت وشوارعها زحمة مشاركين في ليالي خاصة بمناسبة دينية (ذكرى عاشوراء). إلا ان غالبية المشاركين لا يبيتون في الضاحية، بل يعودون إلى حيث يقطنون حاليا في أماكن خارجها اتقاء لضربات إسرائيلية محتملة.

وتحدث أحد المقيمين في حي الأميركان الواقع عقاريا ضمن نطاق بلدية الحدت، عن عمليات بيع للوحدات السكنية، وإقبال على الشراء بأسعار بخسة لا تتعدى نصف القيمة الفعلية. وقال: «عرضوا علي شراء منزلي (مؤلف من طبقتين «دوبليكس») بـ 200 ألف دولار أميركي، فيما قيمته الفعلية في سوق العقارات تصل إلى الضعف».