قال الناطق الإعلامي لبلدية غزة حسني مهنا، إن الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليته العسكرية المستمرة منذ شهر في محافظة شمال قطاع غزة؛ لوحظ أن الهدف الأساسي منها هو تهجير السكان باتجاه المناطق الجنوبية وإفراغ الفلسطينيين بشكل كامل وإحلال المستوطنات.

وأوضح مهنا في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن العملية العسكرية تركزت في المناطق السكنية المكتظة مثل مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا والصفطاوي وغيرها، والتي يعيش فيها أكثر من 200 ألف مواطن ومازالوا صامدين الحرب المدمرة والحصار والتجويع والتعطيش.

وأشار إلى أن الاحتلال قام بالتهجير القسري لما يزيد عن 100 ألف مواطن باتجاه مدينة غزة ومناطق جنوب ووسط القطاع، وبالتالي أصبح هناك عملية تفريغ ممنهجة للسكان بهدف إحلال المستوطنين والمستوطنات وتنفيذ مخططات وضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبيّن مهنا أن جيش الاحتلال أصبح ينف عمليات التهجير من خلال اقتحام المناطق السكنية وفصل النساء والأطفال عن الرجال واعتقال الرجال ثم اقتياد النساء والأطفال إلى المناطق الشرقية وإجبارهم على النزوح نحو وسط وجنوب القطاع من خلال شارع صلاح الدين.

وشدد على أن السكان يصرون على عدم التوجه جنوبا والبقاء في شمال القطاع، لذا يلجأون دائما للشوارع والطرقات الفرعية والتسرب بشكل تدريجي من خلال هذه الشوارع نحو مدينة غزة، ووصل بالفعل أعداد كبيرة من المواطنين للمدينة من خلال هذه الطرقات.

ولفت مهنا إلى أن جيش الاحتلال بعد اكتشاف هذه الطرق لعدم نزوح المواطنين جنوبا؛ أصبح يقوم بتجميع السكان في عدة نقاط ونقلهم بآليات الجيش إلى الحاجز العسكري في 'نيتساريم' حتى يجبر المواطنين على الوصول إلى المناطق الوسطى والجنوبية للقطاع.

وشدد على أن الوضع الميداني في شمال القطاع كارثي للغاية ولا يمكن وصف المشهد هناك، حيث لا يزال المئات من الشهداء تحت أنقاض المنازل والمباني المستهدفة في ظل عدم توفر أي خدمات للبلديات والدفاع المدني وخدمات الإسعاف والإنقاذ.

وأكد مهنا أن أجساد المواطنين في شمال غزة أصبحت هزيلة بشكل كبير جدا في ظل الجوع وسوء التغذية كما يعانون من أمراض عديدة، لافتا إلى أن الوضع في مدينة غزة لا يختلف كثيرا عن شمال القطاع، وهناك محاولات للتعايش من قبل السكان والمؤسسات الخدماتية.

وقال مهنا في حديثه لـ 'رايـــة' إن مدينة غزة أصبحت مدمرة بشكل كبير جدا، والشوارع فيها مدمرة يصعب السير فيها، كما استهدف الاحتلال مرافق البلدية وآلياتها ودمّر أكثر من 130 آلية تقدم الخدمات، وما بقي هي آليات تستخدم للأعمال الإدارية ونقل العاملين.

وشدد على أن بلدية غزة لم تغادر الميدان ولن تغادره طالما بقي المواطنين يسكنون المدينة، وهو ما يزرع الطمأنينة بين المواطنين، مؤكدا على أن البلدية تحاول القيادة بدورها في إعادة الخدمات بشكل تدريجي خاصة في ظل اقتراب فصل الشتاء والوضع الكارثي.