مقداد فتيحة، المعروف أيضًا بـ«أبو جعفر»، هو شخصية بارزة في المشهد السوري، خاصة في منطقة الساحل. خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، كان فتيحة عنصرًا في «الحرس الجمهوري»، وهي وحدة عسكرية نخبوية تابعة للجيش السوري. تُشير تقارير إلى تورطه في انتهاكات وجرائم ضد المدنيين خلال تلك الفترة.

ومؤخرا، برز دور مقداد فتيحة في التمرد على الإدارة السورية الجديدة في الساحل السوري، إلى أن حصلت أمس «خضة القرداحة»، مسقط رأس الأسد. 

من هو مقداد فتيحة؟ 

في شباط الجاري، وبعد تشكيل الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، عاد اسم مقداد فتيحة واسم والده لؤي إلى الواجهة. أعلن فتيحة عن تشكيل ميليشيا جديدة تحمل اسم «لواء درع الساحل»، متمركزة في جبال اللاذقية. 

جاء هذا الإعلان عبر مقطع (فيديو) نُشر على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أوضح أن الهدف من تشكيل هذه الميليشيا هو «مواجهة تجاوزات عصابات الجولاني» في الساحل السوري. 

وتوعّد مقداد فتيحة بتنفيذ عمليات عسكرية ضد أفراد إدارتي العمليات العسكرية والأمن العام في الحكومة الجديدة، معتبرًا أن تشكيل هذا اللواء جاء ردًا على «الاعتداءات المتكررة» التي طالت أبناء الطائفة العلوية في مدن الساحل السوري.

إشتباكات القرداحة 

في 26 شباط، اندلعت اشتباكات في مدينة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، بعد محاولة عناصر من الإدارة الجديدة فرض الأمن في المنطقة وإقامة جواجز. تسببت هذه المحاولة في تصاعد التوتر واندلاع مواجهات، مما أدى إلى إصابة شخص بالرصاص على الأقل.

وتجمع العشرات من أنصار مقداد فتيحة قرب مخفر الأمن العام في المدينة وأقدموا على تكسير آلية للأمن العام. ردت إدارة العمليات العسكرية بإطلاق النار واستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة. 

وتزامنت هذه الأحداث منذ بداية الشهر الحالي مع دعوات للعصيان المدني وجهها مقداد فتيحة عبر منصاته الإعلامية. دعا فتيحة أبناء الطائفة العلوية إلى عدم تسليم أسلحتهم، محذرًا من محاولات نزع سلاحهم تحت ذرائع مختلفة، بما في ذلك عمليات التمشيط الأمني. وحثّهم على مواجهة وقتل أي عناصر تحاول الدخول إلى قراهم، مشيرًا إلى أنه سيقود عمليات عسكرية دفاعًا عن «الوطن والطائفة».

تجدر الإشارة إلى أن اسم «لواء درع الساحل» ليس جديدًا؛ فقد حاول النظام السابق في أواخر عام 2015 إعادة بناء «الحرس الجمهوري» عبر تشكيل ميليشيا تحمل نفس الاسم، بهدف تعزيز السيطرة في مناطق الساحل.

هل يقود العمليات من لبنان؟ 

بالإضافة إلى ذلك، أفادت تقارير بأن مقداد فتيحة متورط في أنشطة غير قانونية، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات، والرشوة، والاختطاف، والقتل. هذه الأنشطة ساهمت في تعزيز نفوذه في المنطقة، وأثارت مخاوف بشأن استقرار وأمن الساحل السوري في المرحلة الانتقالية الحالية.

فيما يتعلق بمكان إقامته الحالي، تشير التقارير بينها واحد للصحافي طاهر العمر إلى أن مقداد فتيحة يتواجد في منطقة جبل محسن العلوية، الواقعة شرق طرابلس شمال لبنان.

وأتت هذه المعلومات بعد نشر فيديو قيل إنه لهروب فتيحة من القرداحة لكن تبين إنه لفرار شخص آخر هو رفعت إسماعيل حسن، بحسب منصة «تأكد» لتقصي الحقائق.