بيت لحم 2000 -أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني والاتحاد الأوروبي عن اختتام برنامج القدس التمويلي للطاقة الخضراء والاستدامة، بتنفيذ من مؤسسة فلسطين للتنمية، الذراع المجتمعي للصندوق، ويأتي البرنامج ضمن جهود مشتركة تهدف إلى تعزيز صمود المجتمع المقدسي ودعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر حلول مالية مستدامة، تُسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية والبيئية على حدّ سواء.

ويهدف البرنامج إلى تمكين المشاريع المقدسية التي تسعى إلى تحسين بنيتها الإنتاجية والاستفادة من تقنيات الطاقة المتجددة والمعدات الصديقة للبيئة. ووفّر البرنامج منحاً للمشاريع التي أثبتت قدرتها على استثمار التمويل بطريقة تُعزز استدامة أعمالها، سواء عبر خفض التكاليف التشغيلية، أو تحسين كفاءة الطاقة، أو تبني ممارسات إنتاج مبتكرة وأكثر توافقاً مع المعايير البيئية.

وقد استفاد من البرنامج أكثر من 35 مشروعاً من مختلف أنحاء محافظة القدس، وتنوّعت طبيعة المشاريع بين تركيب أنظمة الطاقة الشمسية لتقليل استهلاك الكهرباء، وشراء معدات صديقة للبيئة، إضافة إلى مشاريع في مجال إعادة التدوير، وكلها ساهمت في تعزيز ثقافة الاستدامة داخل المدينة.

وبلغت القيمة الإجمالية للبرنامج حوالي 2.4 مليون يورو مقدمة من صندوق الاستثمار الفلسطيني والاتحاد الأوروبي، كما استقطب البرنامج استثمارات إضافية بنحو 700 ألف يورو تم ضخها في الاقتصاد المقدسي كمساهمات من المستفيدين أنفسهم ، إلى جانب توفير والحفاظ على مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للشباب في القدس، وقد ساهم البرنامج في تركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة بلغت 1.0 ميجاواط، وتوفير حوالي 250 ألف يورو في استهلاك الكهرباء سنوياً، حيث تم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على مجموعة من الشركات والمشاريع والمؤسسات المحلية في القدس، والتي من ضمنها مسارح ومستشفيات ومدارس وفنادق، ما عمل على تخفيض استهلاك الكهرباء بنسبة 50 - 60%.

وقد فازت مؤسسة فلسطين للتنمية من خلال هذا البرنامج بالمركز الأول ضمن الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة في دورتها السابعة عشرة للعام 2024، حيث جاء الإعلان من قبل الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية خلال المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة الذي عقد في دبي تحت شعار 'الازدهار المستدام: إعادة رسم خارطة الطريق لمستقبل متواز.

وقالت رانية مرعي رئيس مجلس إدارة مؤسسة فلسطين للتنمية: ' نفتخر بالشراكة المستمرة مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ هذا البرنامج، الذي يعكس التزام الصندوق بدعم القدس ووضعها على قمة أولوياتنا. إن تعزيز الاقتصاد المقدسي وتمكين أبنائه يشكلان محوراً رئيسياً في استراتيجية الصندوق، ويسعدنا أن نرى تأثير هذا البرنامج على تمكين المشاريع الصغيرة وإعطائها القدرة على التوسع والاستمرار'.

وأضافت مرعي'ولا يقتصر عمل الصندوق في القدس على هذا البرنامج فقط، بل نفّذنا خلال السنوات الماضية سلسلة من البرامج المجتمعية والتنموية بالشراكة مع مؤسسات دولية ومحلية. وقد ركزت هذه البرامج على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتمكين رواد الأعمال، وتوفير أدوات مالية وتدريبية تساعدهم على تطوير أعمالهم. كما نولي اهتماماً خاصاً للمسؤولية المجتمعية، حيث نحرص على دعم المؤسسات المحلية في مجالات التعليم والصحة وتمكين المرأة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يعزز من صمود المدينة ومجتمعها'.

ومن جانبه، قال ماريو فانتي، ممثل الاتحاد الأوروبي: 'يسرّنا نجاح واختتام هذا البرنامج الذي موّل حوالي 35 مشروعاً مقدسياً، والذي يعد امتداداً لجهود الاتحاد الأوروبي المستمرة في دعم صمود المقدسيين وتعزيز حضورهم في مدينتهم. إن التعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني أثمر نموذجاً تنموياً فعالاً، يساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي، ودعم المشاريع الصغيرة، وتوسيع استخدام الطاقة النظيفة رغم التحديات التي تواجهها القدس'.