رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أن الوطن يمرّ اليوم بمرحلة عصيبة جداً، تتزايد فيها وتيرة المخاطر والتحدّيات الامنية، نتيجة التهديدات والاستهدافات العسكرية الاسرائيلية، خاصة في منطقتي الجنوب والبقاع، مما يستدعي من أركان الدولة ومسؤوليها تجنيد كل الامكانيات والعمل لدى الدول المؤثرة والصديقة، للحدّ من تأجيج الصراع وتفادي الدخول في دورة عنف وحرب جديدة. كما يتطلب الامر تضامناً داخليا موازيا وعلى كل المستويات.

كلام شيخ العقل جاء خلال جولة روحية – اجتماعية قام بها على عدد من قرى وبلدات منطقتي راشيا وحاصبيا، للقيام بواجبات اجتماعية وتقديم التعازي، أكّد خلالها الامل بتجاوز التحدّيات وتضافر الجهود المشتركة، للانطلاق الى ما يعزّز أسس الدولة ومرتكزات قوتها، وحماية وحدة ابنائها وعيشهم المشترك، متمنياً ان تعطي زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر نهاية الشهر الجاري الى لبنان المزيد من الآمال المرجوّة.

أضاف: وقّعنا الاسبوع الماضي اتفاقية تعاون مشترك مع الرهبانية اللبنانية المارونية، في اطار الشراكة الروحية والوطنية التي اطلقناها كمظلة للإصلاح والانقاذ، وكنا قد أقمنا حولها ندوتين في شانيه وحاصبيا، ونأمل من خلال تلك الشراكة تحقيق النتائج المتوخاة، فيما يتعلق بدعم صمود ابناء الجبل على المستويَين التنموي والاقتصادي، ولتكون المدخل نحو مراحل لاحقة بدأت في منطقة الجبل وربما تشمل مناطق غيرها.

وحثّ الجميع من أجل التعاون المشترك والاستفادة من الاوقاف الموجودة لدينا ولديهم للصالح العام وتأمين فرص العيش الكريم لجيل المستقبل، ودعوتهم للتمسك بالارض والثبات عليها، وكما في الجبل كذلك في راشيا وحاصبيا وغيرهما من المناطق.

واستهل شيخ العقل جولته في راشيا يرافقه وفد من المشايخ، في مقدمتهم رؤساء لجان في المجلس المذهبي، الدينية الشيخ عصمت الجردي والثقافية الشيخ وسام سليقا والتواصل والعلاقات العامة الشيخ فادي العطار وعضو الهيئة الاستشارية الدينية الشيخ فريد ابو ابراهيم والمستشار الشيخ عماد فرج، بزيارة الشيخ اسعد سرحال في ضهر الاحمر العضو السابق في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، بحضور مشايخ وفاعليات ورئيسي بلديتي ضهر الاحمر نجيب بحمد وتنورة كامل ابو زور.

ثم زار منزل عضو المجلس المذهبي الشيخ منور ابو درهمين في كفرقوق، حيث كان في استقباله حشد من المشايخ والاهالي ورئيس البلدية اكرم عربي العضو السابق في المجلس المذهبي، وكانت زيارة استفقادية للمناضل السيد جمال حمد في كفرقوق. وبعدها انتقل الشيخ أبي المنى والوفد المرافق الى راشيا لتقديم التعازي في خلوة حارة الشرفة بالمرحوم الشيخ محمود ابو ابراهيم، بحضور مشايخ الحارة ورئيس بلدية راشيا رشراش ناجي ووكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي عارف ابو منصور.

وقصد شيخ العقل بلدة حاصبيا حيث وافاه أعضاء المجلس المذهبي في القضاء، الشيخ مهنّا بو ترابي والاساتذة شادي نمور، انور علامة ورمزي جمّاز، فقدّم الشيخ ابي المنى والوفد المرافق التعازي بالمرحوم الشيخ ابو سليمان علم الدين قريشة والد الشيخ الدكتور سليمان قريشة عضو مجلس أمناء كلية الامير السيد للعلوم التوحيدية، بحضور مشايخ من خلوات البياضة الزاهرة الشيخ فندي شجاع والشيخ نديم بدوي ومشايخ من حاصبيا.

وبعدما استمع الى شهادات المشايخ بالراحل الجليل، تكلّم بدوره عن مشايخ البيّاضة الزاهرة السلف منهم والخلف، وقال: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا، وكأن تلك الآية المنزلة تشير في معناها الى اولئك المشايخ من السلف الصالح الذين عاشوا الحياة التوحيدية وسلكوا سبيل المعرفة والمجاهدة في الخلوات الزاهرة فصدقوا في عهدهم وكانوا قدوة لمجتمعهم، والمرحوم الشيخ قريشة واحد منهم، والى الخلف الصالح من المشايخ اللائذين بحمى البياضة والقائمين بواجباتهم الدينية على خطى السلف الصالح.

اضاف: ان التحدّيات المصيرية تزيدنا عزماً للتمسك بثوابتنا التوحيدية ومواجهة المخططات، بالاصرار على وحدة الكلمة وعلى القيام بالواجب الديني والاجتماعي، والتمسك بالهوية التوحيدية الاسلامية والعربية، مع ما يوجبه ذلك علينا من مهمات تثقيفية وتربوية ودينية.

وانتقل الوفد بعد ذلك الى بلدة عين قنيا، حيث قدم التعازي بالمرحوم الشيخ ابو انور حسين حديفة، ثم قام بزيارتين خاصتين، لكل من الشيخ كامل حديفة في البلدة والشيخ حسام كاسب في راشيا، واجرى اتصالا بعائلة المرحوم المناضل قاسم قماش في راشيا للتعزية.

كذلك زار شيخ العقل ووفد مرافق ضم المشايخ الجردي والعطار وفرج واعضاء المجلس المذهبي المشايخ نضال سري الدين وشاهين هاني القنطار وسلمان المغربي وشقيقه الشيخ كمال ابي المنى بلدة راس المتن، حيث زار كلاً من الشيخ الجليل ابو فايز امين مكارم في منزله، وكذلك الشيخ ابو حمزة فؤاد صالحة، ثم القاضي الشيخ غاندي مكارم، المستشار في مشيخة العقل الشيخ منير غرز الدين، القاضي الشيخ سعيد مكارم والمغترب سابقاً في فنزويلا كبير عائلته السيد جميل غرز الدين، الذي أعدّ له استقبالاً واسعاً من أبناء العائلة واهالي البلدة، بينهم رئيس البلدية بسام أنور مكارم ونائب الرئيس رفعت نويهض والمختار الشيخ عماد حليم نبا.