في اجتماعِ الجمعيةِ العامَّةِ للأممِ المتحدة في أيلول المقبل سيقف الرئيس الفرنسي أمام العالم كُلِّهِ معلنًا اعترافِ باريس رسمياً بدولة فلسطين. هذه 'البشرى السارّة' زفَّها إيمانويل ماكرون لنظيره الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي، أعلن بعده ماكرون أن فرنسا تترجِمُ ما وصَفَهُ بالتزامِها التاريخي بسلامٍ عادلٍ وشاملٍ في الشرقِ الأوسَط. وبالرغمِ من أن فرنسا تلتحقُ متأخرةً بقائمةِ 147 دولةً اعترفت بفلسطين، تثور ثائرة تلِّ أبيب. يعودُ مسؤولوها إلى معزوفةِ العارِ والإرهاب والتهديد الوجوديِّ الذي تواجهه إسرائيل، مقابل خطوةٍ تشكِّلُ في أحسنِ الأحوال دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، ولا يُتَوَقَّعُ أن يكون لها أي انعكاس على الأرض. فدولةُ فلسطين أحالتها إسرائيل حبرًا ممحيًّا على ورقٍ بالٍ، واستبقت إعلان باريس بإقرارا قوانينِ ضمِّ الضفة وغور الأردن، وبإعلانٍ صريحٍ نيتَها تهجيرَ أهل غزة، ويرفع رئيس حكومتِها خرائِطَ تشملُ أجزاءً دولٍ أخرى في المنطقة. وإسرائيل نفسُها ترسُمُ للعالم صورةً برَّاقةً 'لديمقراطيتها وقيمها'، ترسُمُها بدماءِ أهلِ غزة وأنين جوعاها وأمعاءِ أطفالِها الخاوية، وتستقوي بواشنطن لتقول لماكرون ألا ثقل لإعلانِه ولا وزن لكلماته.