اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
ما إن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ظهر الجمعة 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، حتى بدأ سكان مدينة غزة بالعودة إلى أماكن سكنهم لتفقدها بعد العدوان الهمجي الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
على بعد عشرات الكيلومترات، وتحديدًا في المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، لم يتمالك النازحون أنفسهم وبمجرد سريان وقف النار، بدؤوا بالعودة إلى محافظتي غزة وشمالي القطاع، بعد رحلة نزوح مريرة أجبروا عليها تحت وطأة حرب الإبادة التي استمرت 734 يومًا.
وكان مئات آلاف المواطنين أجبروا على النزوح إلى مناطق داخل مدينة غزة وآخرين نزحوا إلى محافظتي الوسطى وخان يونس، بعد سيطرة جيش الاحتلال على مناطق واسعة من مدينة غزة ومحافظة شمالي القطاع خلال الأسابيع الماضية.
علاء قاسم، واحد من الذين بقوا في مدينة غزة، وتحديدًا في حي الدرج، الواقع في قلب المدينة، مع عدد كبير من أفراد عائلته.
وقال لـ'فلسطين': 'لم أنزح مطلقًا منذ بداية الحرب (7 أكتوبر 2023)، كما أن فكرة النزوح مرفوضة بالنسبة لي ولعائلتي'.
وأضاف: 'الأوضاع في مدينة غزة كانت مرعبة، فأصوات القصف والانفجارات لا تهدأ. كنا نسمع أصوات الآليات بوضوح لكننا فضلنا البقاء في مدينة غزة على مرارة النزوح'.
في شارع الجلاء الذي كان يعد أحد أهم شوارع مدينة غزة قبل أن تقدم آليات الاحتلال على تجريف مساحات واسعة منه، كان عيد عمر يسير بسرعة كبيرة، فيما كان غبار الحرب يحيط به من كل جانب. 'أريد الوصول إلى منزلي للاطمئنان عليه، أتمنى ألا يكون جيش الاحتلال قد دمره.' قال عمر لـ'فلسطين'، وهو يحاول الوصول إلى منزله بحي الشيخ رضوان.
لكنه ذهل بعدما وصل منزله، ووجد آثار تواجد جيش الاحتلال في منطقة سكنه التي تغيرت معالمها تمامًا. وقف أمام منزله الذي لحقت به أضرار كبيرة بعد حرقه من جنود الاحتلال، ينظر إلى الساحة الواسعة أمامه، وهو يقول: 'كأن زلزالاً ضرب المنطقة'.
وفي الأسابيع الأخيرة لحرب الإبادة، ركز جيش الاحتلال عمليته العسكرية في حي الشيخ رضوان، ومناطق أخرى من مدينة غزة، شملت شارعي الجلاء والنصر، ومخيم الشاطئ الشمالي، وشارع النفق ومنطقة الزرقة القريبة منه، والرمال الشمالي، وكذلك في المناطق الجنوبية لمدينة غزة، الصبرة، تل الهوا، الزيتون.
وإبَّان عدوانه، استخدم جيش الاحتلال كثافة نارية مروعة، شملت تدمير عشرات الأبراج المرتفعة، وعدد كبير من البنايات السكنية، في محاولة لإجبار المواطنين على النزوح إلى جنوب وادي غزة.
وقال المواطن رمزي مصطفى: 'لم أخطط يومًا للنزوح جنوبًا، لكن خوفي على زوجتي وأطفالي الخمسة هو ما أجبرني على ذلك. الاحتلال لا يرحم أحدًا، ولا يفرق بين أحد، يقتل الأطفال والنساء بدم بارد على مرأى من العالم.'
وصدم مصطفى بشكل كبير بعدما أخبره أحد الجيران أن البناية السكنية التي يسكن فيها قد دمرت بالكامل في قصف إسرائيلي نفذته مقاتلات جيش الاحتلال خلال عدوانها في الأيام الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار.
وأضاف لـ'فلسطين': 'الاحتلال دمر منزلي، لكنه لم يدمر عزيمتي على البقاء في غزة، ولم ينتزع انتمائي لفلسطين وأرضها. عائدون إلى مدينة غزة وسنعيد بناء منازلها والبقاء فيها.'
على مدار سنتين من الإبادة، قتل جيش الاحتلال قرابة 70 ألف مواطن بينهم أكثر من 15 آلف طفل، وما زال آلاف المفقودين تحت ركام المنازل المدمرة، لكن الحرب التي انتهت، مؤخرًا، هي نفسها التي كشفت مخططات (إسرائيل) الهادفة إلى تهجير سكان غزة قسرًا، فيما كانت إرادة الصمود والبقاء أبلغ رد عليها.