بيت لحم 2000 -أطلقت جمعية 'فلسطينيات'، ضمن مشروع (Engage) لتحالف الإعلام والمجتمع المدني من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، مخيمًا تدريبيًا خاصًا بالمناظرات الجامعية في الضفة الغربية، بمشاركة طلبة من 12 جامعة فلسطينية، وبرعاية وزارة التربية والتعليم العالي، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز ثقافة الحوار والديمقراطية لدى الشباب الفلسطيني.

وأكدت السيدة سندس فقيه، مديرة مشروع 'Engage' فيحديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': أن جمعية فلسطينيات، التي تأسست عام 2005 كجمعية إعلامية نسوية تعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، تسعى من خلال هذا المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع جامعة النجاح الوطنية، إلى تمكين الشباب والصحافيين والمؤسسات الإعلامية عبر سلسلة من التدخلات النوعية،وتشمل هذه التدخلات بناء القدرات، تمويل مبادرات شبابية إعلامية، إنشاء محطات عمل في غزة؛ لدعم المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى إطلاق إذاعة جديدة في القطاع سيتم الإعلان عنها قريبًا.

وأشارت فقيه إلى أن المخيم التدريبي للمناظرات، الذي انطلق في 'جبل النجمة'، يشكّل مرحلة تحضيرية للبطولات المقبلة، حيث سيتنافس طلبة الجامعات لاحقًا على أربع مراحل وصولًا إلى تتويج الفريق الفائز، وأضافت أن فكرة جمع طلبة من شمال ووسط وجنوب الضفة في مكان واحد على مدار أربعة أيام تتيح فرصة فريدة لتبادل الخبرات، كسر الصور النمطية، وبناء جسور من التفاهم بين الشباب من مختلف المناطق، فضلًا عن تقديم تدريبات عملية في فنون المناظرة، وجلسات نقاش مفتوحة وتوعوية، وأنشطة ترفيهية وتفريغية.

وحول آلية اختيار الفرق الجامعية المشاركة، أوضحت فقيه أن المشروع يعمل منذ عام 2013 بالشراكة مع الجامعات الفلسطينية، حيث يتم الاتفاق على معايير موحدة، تعلن بموجبها كل جامعة عن برنامجها الداخلي لاختيار فريقها المكوّن من ستة طلاب. وأكدت أن الإقبال هذا العام كان لافتًا، خصوصًا من جانب الطالبات اللواتي أبدين حماسًا كبيرًا للانخراط في هذا البرنامج.

أما عن أبرز محاور المخيم، فأشارت فقيه إلى أن التركيز سيكون على التدريب العملي عبر عقد مناظرات حول قضايا تمسّ المجتمع الفلسطيني، سواء سياسية أو اقتصادية أو شبابية، مثل دور الحركة الطلابية، مجالس الطلبة، ومشاركة الشباب في مواجهة التحديات الوطنية، مؤكدة أن الهدف الأساسي يتمثل في ربط قضايا الشباب بالواقع الفلسطيني وتعزيز وعيهم النقدي.

وفيما يتعلق بدور المناظرات في ترسيخ قيم الحوار، شددت فقيه على أن هذه التجربة تدفع الطلبة إلى البحث العلمي، الاطلاع على وجهات النظر المختلفة، وتجسيد الرأي الآخر، ما يسهم في توسيع مداركهم، وتنمية قدرتهم على التفكير النقدي، وتقبّل التنوع السياسي والثقافي والاجتماعي. وأضافت أن هذه المهارات لا تقتصر على مرحلة الدراسة الجامعية، بل ترافق الطلبة في مسيرتهم المهنية والحياتية مستقبلًا.

وبشأن استدامة هذه الأنشطة، أكدت مديرة المشروع أن برنامج المناظرات أصبح جزءًا استراتيجيًا من عمل جمعية فلسطينيات منذ أكثر من عقد، ولا يعتمد فقط على التمويل، بل على الشراكة الفاعلة مع الجامعات ووزارة التربية والتعليم العالي، التي تقيّم أثر البرنامج عامًا بعد عام، ما يعزز استمراريته وتأثيره الإيجابي في سلوكيات الشباب وأفكارهم.

وفي ختام حديثها، وجهت فقيه رسالة إلى الطلبة، سواء المشاركين أو غير المشاركين في هذا المخيم، داعية إياهم إلى الانخراط في مختلف الأنشطة اللامنهجية التي تقدمها مؤسسات المجتمع المدني، والاستمرار في البحث والقراءة والتطلع للمعرفة، مؤكدة أن الشباب الفلسطيني قادر على إحداث التغيير، وأن المشاركة في هذه المبادرات، حتى وإن لم تظهر نتائجها الفورية، فإنها تترك أثرًا بعيد المدى على المجتمع بأسره.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: