في إنجاز جديد يضاف إلى سجل الإبداع الطلابي الفلسطيني، توّجت شركة “مهجة” الطلابية التابعة لجامعة النجاح الوطنية بالمركز الأول ضمن برنامج “الشركات الطلابية” السنوي الذي تنظّمه مؤسسة إنجاز فلسطين، عن فئة الجامعات.

البرنامج، الذي بات يشكّل محطة سنوية بارزة لريادة الأعمال الطلابية، يشهد في كل عام مشاركة واسعة من عشرات المدارس والجامعات في مختلف المحافظات، ويهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام الشباب الفلسطيني لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ريادية ملموسة تُخاطب احتياجات المجتمع وتواكب تطورات العصر.

شركة “مهجة” التي نالت هذا التقدير، ليست مجرد مشروع طلابي عابر، بل هي منصة عربية ذكية تم تصميمها بعناية فائقة لتكون حاضنة تكنولوجية متطورة تُقدّم للأمهات دعماً نوعيًا في تربية أطفالهن، بالاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي ومصادر طبية موثوقة.

وللحديث عن هذه التجربة الريادية، انضم إلينا عبر أثير شبكة راية أف أم الإعلامية كل من مسلم رواجنة، المدير العام لشركة مهجة، وسارة دروزة، مديرة المشاريع في الشركة.

وفي التفاصيل، أوضحت سارة دروزة أن المنصة توفّر مساحة آمنة وموثوقة لكل أم تبحث عن استشارة صحية، أو سلوكية، أو معرفية لطفلها، مشيرة إلى أن “مهجة” تمكّن المستخدمات من التفاعل بعدة طرق: سواء من خلال التسجيل الصوتي، أو الكتابة، أو إرسال الصور، بما يُراعي خصوصية كل تجربة وظرف. وأضافت أن المشروع يستند إلى قاعدة بيانات غنية تم تطويرها بالتعاون مع مختصين ومؤسسات رسمية، وعلى رأسها وزارة الصحة الفلسطينية، ما يمنح المنصة مصداقية عالية وموثوقية في تقديم المعلومة الدقيقة.

من جانبه، أشار مسلم رواجنة إلى أن ولادة فكرة “مهجة” جاءت بعد عملية بحث واستقصاء ميداني طويل، شملت إجراء مقابلات واستبيانات مع أمهات من مختلف المناطق الفلسطينية، بهدف التعرّف على أبرز التحديات التي يواجهنها في رحلة الأمومة، خصوصًا في ظل نقص المعلومات الموجهة، أو وجود مصادر متضاربة وغير موثوقة. وأكد رواجنة أن فريق مهجة وضع نصب عينيه تصميم تجربة استخدام ذكية تتعامل مع كل طفل كحالة مستقلة، من خلال تكنولوجيا تفاعلية تقدم محتوى مخصصًا بناءً على عمر الطفل واحتياجاته الصحية والسلوكية والنمائية.

كما كشف رواجنة عن وجود خطة تطوير شاملة تعمل عليها الشركة حاليًا، تشمل توسيع نطاق المحتوى، وتحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع النطاق الجغرافي للمنصة لتصل خدماتها إلى كافة المحافظات الفلسطينية، بما في ذلك المناطق المهمشة والمحرومة من الخدمات النوعية.

ويُعد فوز “مهجة” تتويجًا لمسار طويل من العمل الدؤوب والتخطيط الذكي من قِبل فريق طلابي آمن بقدرته على إحداث فرق حقيقي في المجتمع. كما يؤكد هذا الإنجاز أن الابتكار في فلسطين ليس حكرًا على الشركات الكبرى أو البيئات العالمية المتقدمة، بل هو ثمرة إصرار وعقول شابة تؤمن بقدرتها على التغيير.

منصة “مهجة” ليست فقط مشروعًا فائزًا، بل قصة نجاح تحمل في طياتها بذور مستقبلٍ مختلف في مجال التربية والرعاية، بقيادة شباب فلسطينيين أثبتوا أن حدود الإبداع تبدأ من الإيمان بالفكرة وتنتهي بإحداث أثر ملموس على الأرض