طولكرم- معا- واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عمليات الهدم الواسعة في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، ضمن عدوان متصاعد يدخل يومه الـ148 على المدينة والمخيم، واليوم الـ135 على المخيم بشكل خاص.

وأفادت الوكالة الرسمية بأن ست جرافات عسكرية ضخمة شاركت في عمليات التجريف التي تركزت في حارة المنشية، وامتدت إلى حارتي العيادة والجامع ومحيطهما، حيث سُويت مبانٍ سكنية بالأرض، وفُتحت شوارع واسعة مكانها، في مشهد يعكس حجم الدمار المتعمد والمنهجي الذي تنفذه قوات الاحتلال.

وأظهرت مشاهد مصورة حجم الدمار الهائل الذي خلّفته جرافات الاحتلال، حيث بدت أكوام الركام وبقايا الجدران المنهارة تغطي المشهد، بينما تحولت أحياء كاملة إلى مساحات فارغة مغطاة بالغبار والخراب. كما وثقت اللقطات لحظات انهيار مبانٍ في ثوانٍ معدودة، بفعل الجرافات التي تقدّمت بين الأزقة الضيقة بلا هوادة، لتبلغ الشارع الرئيسي، وسط سحب كثيفة من الغبار وصدى الانهيارات في مخيم بدا كأن الحياة قد نُزعت منه.

ومنذ بدء هذا المخطط الذي أعلنته سلطات الاحتلال في أيار/مايو الماضي، هُدم أكثر من 30 مبنى في المخيم، وشُرّدت مئات العائلات، في ظل ظروف إنسانية متدهورة، وسط معلومات تفيد بأن المخطط يشمل هدم 106 مبانٍ في كلا مخيمي طولكرم ونور شمس، بينها 58 مبنًى في مخيم طولكرم و48 في مخيم نور شمس، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية، وعشرات المنشآت التجارية، تحت ذريعة 'فتح طرق' و'تغيير المعالم الجغرافية'.

وكان مخيم طولكرم قد شهد في الأسابيع الماضية عمليات هدم طالت أكثر من 50 مبنى في حارات البلاونة والعكاشة والنادي والسوالمة والحمّام والمدارس ومحيطها، ما تسبب في فتح شوارع واسعة في قلب المخيم وتدمير واسع للبنية التحتية.

بالتوازي، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على المخيمين ومحيطهما، مع انتشار كثيف لفرق المشاة والآليات العسكرية في الأزقة والمداخل، ومنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم، وسط إطلاق نار مباشر على كل من يقترب.

وفي مدينة طولكرم، تستمر تحركات آليات الاحتلال بشكل استفزازي، خاصة في وسط السوق، حيث تعترض حركة المواطنين والمركبات، وتسير بعكس اتجاه السير، معرضة حياتهم للخطر، بينما حوّلت شارع نابلس إلى ثكنة عسكرية عبر الاستيلاء على مبانٍ سكنية وأجزاء من الحي الشمالي للمدينة، بعضها منذ أكثر من أربعة أشهر.

كما يعاني الشارع ذاته، الذي يُعدّ حلقة وصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضرارا كبيرة بسبب السواتر الترابية التي وضعتها قوات الاحتلال، وسط انتشار مستمر للحواجز الطيارة والمفاجئة، ما يعيق حركة المواطنين ويزيد معاناتهم اليومية.

وأسفر العدوان المستمر حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال المنازل والبنية التحتية والمنشآت التجارية والمركبات.

ووفقًا لآخر المعطيات، فقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرًا كليًا، إلى جانب تضرر 2573 منزلًا بشكل جزئي، وسط استمرار إغلاق المداخل وتحويل المخيمين إلى مناطق شبه خالية من مظاهر الحياة.