في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الصحفيون والصحفيات في قطاع غزة ، برز بيت الصحافة – فلسطين ، كمكان آمن وملهم للعمل الإعلامي، بعد أن وفّر دعماً حقيقياً يعيد للصحفيين القدرة على الإنتاج والإبداع، حيث يأتي هذا الدعم بفضل التمويل الذي قدّمته المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية (EED)، ما جعل المقر ملاذاً مهنياً وإنسانياً في آنٍ واحد.

بفضل هذا التمويل، أصبح مقر بيت الصحافة يتمتع بتجهيزات متكاملة تساعد الصحفيين على إنجاز أعمالهم بسهولة وكفاءة، إذ تتوفر الكهرباء على مدار الساعة، وخدمة الإنترنت فائق السرعة، إضافة إلى بيئة عمل هادئة ومجهزة بكافة الوسائل التقنية اللازمة لإنتاج المواد الصحفية المكتوبة والمرئية والمسموعة.

كما تم تجهيز قاعة عمل مفتوحة لتمكين الصحفيين من انجاز اعمالهم، في أجواء آمنة ومحفزة على الإبداع.

الصحفية براء أبو حسنين تقول :' خلال انقطاع الكهرباء المتواصل في غزة، كان من الصعب إنجاز أي تقرير أو بث مباشر ، لكن بيت الصحافة منحنا مساحة آمنة ومجهزة بالكامل، كنت أعمل على تقاريري من هنا لساعات طويلة دون قلق من انقطاع التيار أو الإنترنت.'

أما المصور الصحفي عائد عوض قال :' بيت الصحافة لم يكن مجرد مقر عمل، بل بيت حقيقي لنا كصحفيين، وجود الإنترنت السريع والكهرباء المستمرة جعل من الممكن رفع التقارير المصورة بسرعة ونشرها في وقتها،الدعم الأوروبي لهذا المكان انعكس مباشرة على جودة عملنا واستمراريتنا.'

وتؤكد الصحفية دينا شيخة أن المكان شكّل متنفساً بعد شهور من الضغط النفسي بسبب الحرب، قائلة:'العمل هنا أعاد لي الشعور بالأمان المهني. البيئة مريحة، والناس متعاونون، الدعم الأوروبي ساهم في خلق بيئة إنسانية قبل أن تكون مهنية.'

اليوم، أصبح بيت الصحافة نموذجاً لمكان يجمع بين المهنية والإنسانية، ويؤكد أن الاستثمار في حرية الصحافة هو استثمار في الحقيقة نفسها.

بدعم المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية، يواصل بيت الصحافة دوره كـ'نقطة ضوء' وسط العتمة، ومساحة تتيح للإعلاميين أن يواصلوا رواية قصص الناس، رغم كل التحديات.