قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس، خط الكهرباء 'الوحيد' الممتد من الأراضي المحتلة، بعد شهور من إعادته، لصالح إنتاجية محطة تحلية مياه مركزية في مدينة دير البلح وسط القطاع.

وجاء قطع خط الكهرباء إلى المحطة المركزية التي تغذي المواطنين والنازحين بالمياه الصالحة للشرب يوميا، ضمن سلسلة خطوات عقابية أقرها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضد أزيد عن 2.4 مليون نسمة في غزة تعرضوا لـ'حرب إبادة جماعية' طوال 15 شهرا.

وأعلن نتنياهو، أول من أمس، قرار وقف إدخال الإمدادات الإنسانية والإغاثية والبضائع كافة إلى غزة، وذلك بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى (مدتها 42 يوما) لاتفاق وقف إطلاق النار، برعاية مصرية وقطرية وأمريكية.

ووصف رئيس بلدية دير البلح نزار عياش، القرار الإسرائيلي بـ'الصادم'، مشيرا إلى أنها المحطة الوحيدة العاملة في القطاع وتغذي مدينتي دير البلح وخان يونس بالمياه الصالحة للشرب.

وذكر عياش لصحيفة 'فلسطين'، أمس، أن المحطة تنتج أزيد عن 16 ألف م3/ يوميا بالتناوب بين مدينتي دير البلح وخان يونس، وحاليا ستكون المدينتين المتكدستين بالنازحين أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وفي الأسابيع الأولى لشن (إسرائيل) حرب الإبادة على غزة أكتوبر 2023م، عملت المحطة بطاقتها الدنيا، معتمدة على الألواح الشمسية والمولدات الكهربائية وسط ندرة مستمرة في الوقود في غزة.

ولم تتمكن من استئناف عملياتها بالكامل إلا بعد إعادة ربطها بأحد خطوط الكهرباء.

ونجحت مؤسسة أممية ودولية بمد خط الكهرباء الوحيد لصالح المحطة الواقعة على ساحل مدينة دير البلح، في يوليو/ تموز 2024م؛ لخدمة أكثر من مليون نازح في المدينة وللحد من انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين.

والمحطة المذكورة واحدة من ثلاث محطات لمعالجة مياه البحر في القطاع كانت تلبي قبل الحرب حوالي 15 % من حاجات السكان.

وأشار عياش إلى أن الخطوة الإسرائيلية العقابية ستنذر بأزمة المياه الصالحة للشرب وللاستخدام البشري أيضا.

ولفت إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسببت بتدمير 8 آبار مياه في مدينة دير البلح عوضا عن تدميره خط المياه الوحيد 'مكاروت' الممتد من الأراضي المحتلة إلى وسط القطاع.

وحذر مجددا من تفاقم أزمة المياه القائمة أصلا ومن خطورة انتشار الأمراض والأوبئة إزاء قطع مصادر المياه الصالحة للشرب، وإغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بآبار المياه.

ودعا رئيس بلدية دير البلح المنظمات الأممية والدولية بضرورة الضغط على الاحتلال للتراجع عن خطواته العقابية وإنقاذ الحياة الإنسانية في القطاع الذي دمرته (إسرائيل) خلال حرب الإبادة التي دامت 471 يوما.

وخلال شهور الحرب الطويلة، يكافح سكان القطاع لتأمين الضروريات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه وغيرهما وسط ظلام دامس تسبب به قرار وزير جيش الاحتلال السابق يوآف غالانت 'بداية حرب الإبادة' بمصادر الكهرباء والوقود عن القطاع وتركه غارقا في الظلام والدمار.

وتواجه بلديات غزة عجزًا عن الاستجابة الفعالة والطارئة بسبب نقص المعدات والإمكانات الأساسية في ظل الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية والقطاعات الخدمية والبيئية والصحية.

ويدعو اتحاد بلديات غزة إلى ضرورة الاستجابة العاجلة لتوفير الاحتياجات الأساسية للبلديات حتى تتمكن من القيام بدورها في خدمة المواطنين والتخفيف من حجم الكارثة الإنسانية.