وسط خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، تتكدّس أطنان من النفايات وتنتشر الروائح الكريهة على مدار الساعة، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة العائلات.

تتفاقم هذه الأزمة يومًا بعد آخر، في ظل عجز البلديات عن أداء مهامها بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال إدخاله عبر المعابر المغلقة.

ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي، فرّ مئات الآلاف من سكان خان يونس إلى منطقة المواصي، التي يغلب عليها الطابع الزراعي وتفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وفي إحدى مناطق تجمع النفايات، ناشد النازح محمد الكيلاني المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل لإزالتها، قائلًا لصحيفة 'فلسطين': 'البعوض ينتشر ليل نهار، وأطفالنا لا يستطيعون النوم، وأجسادهم امتلأت بالأمراض الجلدية.'

وأضاف: 'الروائح الكريهة الناتجة عن النفايات قاتلة، ولا يمكن لأحد أن يتحملها حتى لدقيقة واحدة.'

ووصف حياة النزوح بجوار أطنان النفايات بـ'الجحيم'، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانعدام المياه النظيفة.

إلى جانب خيمة الكيلاني، اشتكى المواطن محمد الشاعر من تكدس النفايات وعدم وصول عربات البلدية منذ أيام طويلة.

وقال لـ'فلسطين': 'تواصلنا مع البلدية، وأخبرونا بوجود أزمة في السولار نتيجة منع الاحتلال إدخاله، وهو ما عطّل عملهم بشكل كامل.'

وأوضح أن النفايات تحولت إلى تلال ضخمة بفعل التراكم، وباتت تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الأطفال وكبار السن.

من جهته، أكد مسؤول الإعلام في بلدية خان يونس، صائب لقان، أن نقص الوقود تسبّب في تعطّل سيارات البلدية عن أداء مهامها في جمع النفايات ونقلها.

وأوضح لقان في حديثه لصحيفة فلسطين أن الأعداد الكبيرة للنازحين في منطقة المواصي تسببت بأزمة إنسانية خانقة، مشيرًا إلى أن تراكم كميات ضخمة من النفايات يهدد حياة السكان وينذر بتفشي الأوبئة والأمراض، ويؤثر على الحياة البيئية في المنطقة.

وأضاف أن هذا الوضع ينذر بكارثة صحية وبيئية حقيقية، لا سيما في ظل غياب مكبّات منظمة وتعطل خدمات النظافة الأساسية.

ولفت إلى أن أزمة السولار تسببت أيضًا في توقف خدمات المياه، ومحطات الصرف الصحي، ومحطات تحلية المياه.

وأشار إلى أن البلدية تبذل جهودًا مع جميع الشركاء والممولين لاستئناف توريد السولار، للحيلولة دون وقوع كارثة صحية تهدد حياة نحو 900,000 مواطن يقطنون في الخيام ومراكز الإيواء غرب المدينة.