أحيت القوات اللبنانية في منطقة سن الفيل ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية تحت شعار نجرؤ ليبقى لبنان، خلال قدّاس احتفالي أقيم في كنيسة السيدة، في حضور النائب ملحم رياشي ممثّلًا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب رازي الحاج، النائب السابق إدي أبي اللمع، رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، منسق القوات في المنطقة ميشال الجمال، والمنسقين السابقين إدي حران وبيار رزوق،إضافة إلى فعاليات سياسية وحزبية وبلدية واجتماعية، وحشد من الأهالي والمناصرين.

وترأس القداس كاهن الرعية الخوري مروان عاقوري الذي ألقى عظة تحدث فيها عن أهمية الشهادة في سبيل لبنان.

وعقب القداس، انطلقت مسيرة شموع مهيبة جابت أرجاء المنطقة، تقدّمها المسؤولون الحزبيون وفاعليات المنطقة، وتخللتها وقفة رمزية أمام تمثال السيدة العذراء، حيث وُضع إكليل من الغار تحيةً لأرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن القضية اللبنانية.

وتخللت المسيرة وقفة صمت، وقف خلالها المشاركون دقيقة إجلالاً لأرواح الشهداء، قبل أن تُلقى كلمات بالمناسبة، حيث تولّت تقديم الذكرى ميشا هاشم.

وألقى رئيس مركز القوات اللبنانية في سن الفيل، جوني زخّور، كلمة شدّد فيها على أن “ذكرى الشهداء ليست مجرّد مناسبة عابرة، بل هي محطة لتجديد الالتزام بالقضية التي من أجلها استشهدوا”، مؤكداً أن “ذكرى الشهيد تعني العنفوان، وتعني المواجهة في وجه كل محتل، والاستعداد الدائم للتضحية دفاعاً عن الوجود والكرامة”.

وأضاف زخّور: “شهداؤنا لم يكونوا يوماً مجرد أرقام، بل هم نبض القضية وروح المقاومة، وهم الذين واجهوا الاحتلال والوصاية والنفي والاغتيال، وظلوا واقفين في أصعب الظروف”.

من جهته، توجّه النائب رازي الحاج بتحية إلى أرواح الشهداء، وقال: “نشكر شهداءنا على كل التضحيات التي قدّموها، وسنبقى أوفياء لهم حتى النهاية. لقد مضى خمسون عاماً على بداية الطريق، ونحن لا نزال على العهد، مستمرون في النضال لبناء الدولة الفعلية التي حلموا بها واستشهدوا من أجلها”.

وأشار الحاج إلى أن “الاستحقاقات المقبلة، وخصوصاً الانتخابات النيابية، هي المحطة الأساسية لاستكمال هذا النضال، لأن التغيير الحقيقي يبدأ من صناديق الاقتراع”.

أما النائب ملحم رياشي، فاعتبر في كلمته أن “الشهداء لم يرحلوا، فهم بيننا في كل يوم، نراهم في وجداننا وقراراتنا ومسيرتنا”، وقال: “شهداؤنا لم يستشهدوا عبثاً، بل لأنهم أبطال، وهم سبب استمرارنا واستمرار لبنان. هذا البلد بدأ يقف مجدداً على قدميه، والفضل يعود إلى من دفعوا حياتهم ثمناً لحريته واستقلاله”.

وختم رياشي محيياً الحضور باسم رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، مؤكداً أن “القوات اللبنانية باقية على العهد، مستمرة في الدفاع عن لبنان الرسالة، لبنان السيادة، ولبنان الإنسان”.

وفي ختام الذكرى، تم توزيع دروع تكريمية على أهالي شهداء سن الفيل، عربون وفاء وتقدير لتضحياتهم، وسط أجواء مؤثرة طغت عليها مشاعر الاعتزاز والامتنان، في تأكيد على أن دماء الشهداء ستظلّ النبراس الذي ينير درب النضال.