اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
التصعيد الأخير بين الهند وباكستان حلقة أولى من المناورات العسكريًة الأمريكيًة الصينيًة و صراع العمالقة على ريادة العالم الجديد. و تهديد الهند بقطع مجاري المياه لباكستان بمثابة قرار إبادة لشعب كامل و يمسً بمصالح تونس لما يمثًله من سابقة دوليًة قد تضعف حقوق تونس في وادي مجردة.
إلياس القصري
أي نقد او تنديد مباشر أو مبطن بدولة باكستان التي تربطنا بها علاقات تاريخيةً والاخوًة في الإسلام، قد يعتبر دعما بما يخوًله ثقل تونس على الساحة الدوليًة الذي يعترف العديد بتراجعه، لنظام هندي قومي هندوسي يعتبره العديد معاديا للإسلام و حليفا للعدوً الصهيوني و لا يستبعد ان يكون تحرًكا بإيعاز من واشنطن إثر زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى العاصمة الهندية و هو معروف بزواجه بمواطنة امريكيًة من أصول هنديًة.
تهديد الهند بقطع مجاري المياه لباكستان قد يعتبر بمثابة قرار إبادة لشعب كامل و قد يمسً بمصالح تونس لما يمثًله من سابقة دوليًة قد تضعف حقوق تونس في وادي مجردة.
إضافة الى الجانب القانوني الدولي، فالصراع الهندي الباكستاني اكتسى صبغة عالميًة بانخراطه في أول مرحلة من الصراع المسلًح بين الولايات المتًحدة الأمريكيًة حليفة الهند و الصين حليفة باكستان و التي لن تسمح بسقوط نظام إسلماباد لما يمثًله الباكستان كمتنفًس استراتيجي للتجارة الخارجيًة الصينيًة عبر المسلك الاقتصادي الصيني الباكستاني المؤدًي من ولاية شينجيانغ الصينية عبر العاصمة إسلماباد ومدينة كراتشي إلى ميناء غوادر الاستراتيجي في ولاية بلوشستان الباكستانيًة على بحر العرب.
هذا المسلك عبر باكستان عنصر أساسي و حياتي لطريق الحرير الذي يعدً من ركائز سياسة التموقع الدولي للصين في المنظومة العالميًة الجديدة و بديل أكثر ظمانة للطريق البحريًة الطويلة والمكلفة و المحفوفة بالمخاطر عبر جزر الملوك بأندونيسيا وبلدان قد تشارك في حصار الصين و خناقها الاقتصادي و العسكري على غرار سنغافورة وماليزيا وفيتنام.
التصعيد الأخير بين الهند وباكستان حلقة أولى من المناورات العسكريًة الأمريكيًة الصينيًة و صراع العمالقة على ريادة العالم الجديد.
حريً بتونس أن تعي بخلفيًات و مخلًفات أيً موقف بخصوص الصراع الجديد على الهيمنة و قيادة العالم لضمان أحسن تموقع دولي و ما يخدم مصالحها العليا الحاليًة والمستقبليًة.
سفير سابق.