اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
شهدت زراعة الكرز في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي انخفاضاً غير مسبوق هذا العام، حيث لم تتجاوز كمية المحصول 20% مقارنة بالمواسم السابقة، وفقاً لمصادر محلية.
هذا التراجع أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الكرز، حيث بلغ سعر الكيلو 70 ألف ليرة سورية، ما أثر على قدرة العائلات على تأمين هذه الفاكهة ضمن مؤونتها السنوية.
وأرجعت مصادر مطلعة أسباب التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها الظروف المناخية القاسية، إضافة إلى تداعيات النزوح والإهمال الزراعي خلال سنوات الحرب بين عامي 2019 و2024. كما ساهمت أعمال القطع والتخريب في تقليص المساحات المزروعة، فيما كانت موجات الصقيع ونقص الأمطار هذا العام أبرز العوامل المؤثرة على الإنتاج.
زراعة الكرز في إدلب بين الواقع والتحديات:
تعدّ زراعة الكرز مصدر دخل رئيسي للمزارعين في منطقتي أريحا وجبل الزاوية، حيث تغطي هذه الأشجار نحو 160 هكتاراً.
وتعتمد هذه الزراعة على الظروف الجوية المناسبة، خصوصاً في المناطق المرتفعة التي توفر برودة ضرورية لنمو الأشجار.
ومع ذلك، يواجه المزارعون أزمات متراكمة، تشمل التحديات الأمنية، غياب الدعم الزراعي، وتزايد انتشار الآفات التي تهدد المحاصيل.
المزارع محمود مصطفى قال في تصريحات لموقع 'تلفزيون سوريا' أن ارتفاع تكاليف الزراعة وانخفاض الإنتاج جعل الموسم الحالي خاسراً، مطالباً بتوفير دعم مباشر يشمل الأسمدة والمبيدات والمحروقات، إضافة إلى تحسين طرق التسويق والنقل.
في المقابل، بدأ بعض المزارعين في البحث عن زراعات بديلة مثل التين، نظراً لتحمله الحرارة والجفاف وعوائده الاقتصادية الأفضل.
كما زاد الاهتمام بمحاصيل تقليدية مثل 'كرز الوشنة' و'المحلب'، التي تتميز بقدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية الصعبة وإمكانية استخدامها في الصناعات الغذائية والطبية.
ويواجه القطاع الزراعي في إدلب أزمة حقيقية، وسط غياب الدعم الحكومي، مما يهدد استمرارية المحاصيل الرئيسة. ومع استمرار التقلبات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج، باتت زراعة الكرز في المنطقة أمام تحديات غير مسبوقة تهدد مستقبلها.